اقتباسات محمود الكرشابي

دفن حبيبته تحت ظلّ تفاحةٍ

‫ ومع كلّ طرحٍ جديد

‫ ومع كلّ قضمة جديدة

‫ كان كمن يتذوّقها من جديد

‫ ليُطرد من جديد

أكثر ما أزعجه في الموت

‫ أنه حوله لعاطلٍ متشرد

‫ شبحٌ يجلس على رأس الحقل

‫ يراقب ابنه ولا يستطيع أن يمد يد المساعدة

‫ حتى الزرازير يعجز عن هشّها

‫ هو صاحب الطين الذي لم يعمل يومًا تحت

‫ يد أحد

‫ حتى أتى الموت كصاحب عملٍ؛ ورفده

لو لم يكن يوم القيامة مروعًا

‫ لكان يومًا رائعًا

‫ للنميمة حول ما ستكشفُ عنه صحائفُنا…

حفنةٌ من عسكريين وساسة

‫ قد يستطيعون إحراق العالم

‫ والعبور به مباشرةً إلى ما بعد القيامة

‫ أقول قد…

‫ وأنام مطمئنًا

‫ لأن الله لن يسمح لهم أن يُفسدوا لحظته

‫ الأثيرة

في الطريق إلى البيت

‫ عبرتُ حقل القصب

‫ في الطريق إلى البيت

‫ قطعتُ رحيق الوردة

‫ في الطريق إلى البيت

‫ دستُ على رأس أربعين عامًا

‫ في الطريق إلى البيت

‫ قفزتُ على حزن العائلة

‫ في الطريق إلى البيت تجاوزت الماء

‫ والعطر والعمر والحزن

‫ تجاوزت قريتنا حيث ينتهي

‫ الطريق إلى البيت

‫ هل كنت حقًا في الطريق إلى البيت؟

بالنظر لكونه ١٤ من فبراير

‫ كنت أنوي التوقف

‫ عن كتابةِ نصوص الجبّانة

‫ ليومٍ واحدٍ

‫ فلا يليقُ أن تكتحلَ عيون الأصدقاء الذاهبين

‫ بالورود والشكولاتة

‫ وهم في الطريق إلى حبيباتهم

‫ بأشياء قد تعكر صفو ليلتهم

‫ ثم إنني لا أريد لإحدٍ أن يعلق فشله الليلة على مشجبي…

‫ لكنه الـ ١٤ من فبراير

‫ حيثُ قُتل قديسٌ عاشق:

‫ العشق الذي أفضى لقدسيةٍ

‫ أبت إلا أن تُكللَ بشهادةْ!

‫ لأجل هذا الثالوث الجنائزي المهيب

‫ سأحفر في طرف الـ١٤ من فبراير

‫ جبّانةً؛ وأصعد إليها بوردتي كلّ عام…

في صبيحة عيدٍ

‫ التقيا

‫ ولدٌ وبنت

‫ كان الولدُ يزورُ قبر أمّه

‫ وكانت البنتُ تزورُ قبر أمّها

‫ ومصادفةً؛ كان القبران لَصِيقين

‫ وقعت البنتُ من قلب أمّه بمكان..

‫ وكذلك وقع الولدُ…

‫ في عيدٍ قادم

‫ أتيا

‫ رجلٌ وامرأةٌ

‫ يحملان طفلًا

‫ راح يحبو بين قبرين لصيقين

‫ في أوقات فراغها

‫ تعملُ الجبّانةُ خاطبةً

في القرن العشرين

‫ (قرن التبجح البشري)

‫ كانت «التايتنِك»

‫ أفخم جبّانة شيدها الإنسان.

«لا عزاء للسيدات» ‫ وهل يستقيم عزاء دونهن؟! ‫ لا يشبهنا هذا العزاء الرّث ‫ نحن الذين نبكي حتى يَنبت ‫ الشيح على قبور أحبتنا … ‫ تلك العبارات المقتضبة ‫ مطواة في خاصرة الحزن ‫ لم يكن للموت