اقتباسات مهند محمد عميرة

وأَغُضُّ طرفى إن بدَتْ لى جارَتي‏

‫‏حتّى يُوارى جارتى مأْواها‏

إذا ذقتُ فاها قلتُ طعمَ مدامةٍ‏

‫‏معتّقةٌ ممّا تجىءُ به التُّجُرْ‏

دارُ الّتى صادتْ فؤادَك بعدما‏

‫‏شمِل المَفارِقَ منكَ شيبٌ أروعُ‏

‫‏وزعمتَ أنّك لا تُراحُ إلى الصَّبا‏

‫‏وعَلَتْك منه شبيبةٌ لا تَرجعُ‏

أَفَمِن بُكاءِ حَمامَةٍ فى أَيكَةٍ‏

‫‏ذَرَفَتْ دُموعَكَ فَوقَ ظَهرِ المَحمِلِ‏

تُطالِعُنَى خَيَالاتٌ لسَلْمَى‏

‫‏كمَا يَتَطَالَعُ الدَّينَ الغَريمُ‏

وإيّاكَ مِنْ فَرْطِ المُزاحِ فإنّهُ‏

‫‏جديرٌ بتسفيهِ الحليمِ المُسَدّدِ‏

فاقْبَلْ من الدّهرِ ما أتاكَ بهِ‏

‫‏مَنْ قرَّ عينًا بعيشِهِ نفعهْ‏

أمَرْتُكَ الخيرَ فافعلْ ما أُمِرتَ بهِ‏

‫‏فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذَا مَالٍ وذَا نَشَبِ‏

‫‏واتْرُكْ خَلائِقَ قَوْمٍ لا خَلاَقَ لَهُمْ‏

‫‏واعْمَدْ لأخْلاقِ أهلِ الفَضْلِ والأدَبِ‏

وَاِفعَل بِمالِكَ ما بَدا‏

‫‏لَكَ إِنْ مُعانًا أَو مُعينا‏

إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَن يَكْشِرُ لِى‏

‫‏حينَ يَلْقانِى وإِنْ غبْتُ شَتَمْ‏

فى الذَّاهبينَ الأَوَّليـ‏

‫‏نَ من القُرونِ لنا بصائرْ‏

‫‏لمَّا رأيْتُ مواردًا‏

‫‏للموتِ ليسَ لها مَصادِرْ‏

‫‏ورأيتُ قومى نحوها‏

‫‏يَمضِى الأصاغرُ والأكابرْ‏

‫‏أيقنْتُ أنِّى لا مَحا‏

‫‏لةَ حيثُ صار القومُ صائرْ‏

هل الدَّهرُ إلاَّ اليومُ أو أمسِ أو غَدُ‏

‫‏كذاكَ الزّمانُ بيننا يَتَرَدَّدُ‏

‫‏يَرُدُّ علينا ليلةً بعد يَوْمِها‏

‫‏فلا نَحْنُ ما نَبْقَى ولا الدّهْرُ يَنْفَدُ‏

‫‏لنا أجَلٌ إمَّا تَنَاهَى إمامُه‏

‫‏فنحنُ على آثارِه نتورَّدُ‏

فَكُلُّ ذى نِعمَةٍ مَخلوسٌ‏

‫‏وَكُلُّ ذى أَمَلٍ مَكذوبُ‏

قال لبيد (الهاشمىّ):‏

‫‏فإنْ حانَ يَومًا أنْ يموتَ أبوكُما‏

‫‏فَلا تخْمشا وجهًا ولا تحلقا شعرْ‏

‫‏وقولا هو المرءُ الذى لا حليفَهُ‏

‫‏أضاعَ ولا خانَ الصديقَ ولا غدرْ‏

قال الشّنفرى (الهاشمىّ، 1969):‏

‫‏ولى دونكم أهلونَ سِيْدٌ عَمَلَّسٌ‏

‫‏وأرقطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جيألُ‏

‫‏هم الأهلُ لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ‏

‫‏لديهم ولا الجانى بما جَرَّ يُخْذَلُ‏