اقتباسات كارلو شيبولا

ولأنّ تصرّفات الشخص الغبي لا تتماشى مع قواعد العقلانية، يترتب على ذلك:

‫ أ) أنّ المرء يُباغَت بالهجوم بصورة عامّة.

‫ ب) وأنّه حتى حين يصبح على بيّنة من الهجوم، فلن يكون قادراً على تنظيم دفاع عقلاني لأنّ الهجوم نفسه يفتقر إلى أيّ أساس عقلاني.

من المُسَلَّم به أنّ الشؤون الإنسانية في حالة يرثى لها. ولكنّ هذا الأمر ليس جديداً، إذ إنّ الشؤون الإنسانية على مدى التاريخ كانت على الدوام في حالة يرثى لها.

❞ وحقيقة أنّ نشاط وتحرّكات كائن غبي تتّسم كلّياً بالتقلّب واللاعقلانية لا تجعل الدفاع إشكالياً فحسب، بل إنّها تجعل أيّ هجوم مضادّ بالغ الصعوبة أيضاً كمحاولة إطلاق النار على هدف متحرك بطريقة أبعد ما تكون عن التوقع والتصوّر. ذلك ما كان ❝

❞ الشخص الغبي هو شخص يكبّد شخصاً آخر أو مجموعة من الأشخاص خسائر، وفي الوقت عينه لا يحقّق لنفسه أيّ مكسب، بل لعلّه يتكبّد خسائر أيضاً. ❝

سيُعجَب المرء، سواء تأمل في العصور القديمة أم الوسطى أم الحديثة أم المعاصرة، بحقيقة أنّ لكلّ بلد يمضي في طريق الارتقاء جزأَه الحتمي σ من الأغبياء.

دائماً ما يقلِّل غير الأغبياء من شأن قدرة الأغبياء على إلحاق الأذى. كما أنّ غير الأغبياء على وجه الخصوص ينسَون باستمرار أنّ التعامل مع الأغبياء، في كلّ الأوقات والأماكن وفي ظلّ أي ظرف، و/ أو مشاركتهم يتبيّن من دون أيّ

السؤال الذي غالباً ما يطرحه العقلاء هو: كيف ولماذا يكون بمستطاع الأغبياء الوصول إلى مواقع في السلطة والتمتّع بالأهمية؟

أنّ البشر يتميزون، لأنّ عليهم احتمال عبء إضافي، بتحمّل جرعة إضافية من المصائب الناجمة يومياً عن مجموعة من الأشخاص ضمن الجنس البشري عينه.

القانون الأساسي الثاني الذي ينصّ على أنّ: ‫ ”احتمالية أن يكون شخصٌ ما غبيّاً مستقلّةٌ عن أيّ سمة أخرى يتّصف بها هذا الشخص“ ‫ في هذا الصدد، يبدو أنّ الطبيعة قد تفوّقت حقّاً على نفسها .

أعتقد اعتقاداً راسخاً أنّ الغباء ميزة عشوائية للجماعات البشرية كافّةً، وأنّه يتوزّع توزّعاً متماثلاً وفق نسبة ثابتة

الفصل الثاني‏

‫‏القانون الأساسي الثاني‏

‫ تُفضّل الاتجاهات الثقافية الشائعة حاليّاً في الغرب مقاربةً قائمة على المساواة إزاء الحياة. يميل النّاس إلى التفكير في البشر عموماً على أنهم حصيلة آلة للإنتاج الضخم الواسع صُمِّمَت بإتقان مثالي تامّ.

الأشخاص الذين اعتبرناهم عقلانيين وأذكياء مرّةً، هم – دون حياء – أشخاص أغبياء.

‫ ب) يوماً بعد يوم، وبرتابة متواصلة، يُعرِّض أنشطتَنا للمضايقة أشخاصٌ أغبياء يظهرون فجأةً على نحو غير متوقّع في أقلّ الأماكن ملاءمةً وفي أقلّ الأوقات توقّعاً.

الفصل الأول‏

‫‏القانون الأساسي الأول‏

‫ يؤكد القانون الأساسي الأول للغباء البشري دون لبس أنّ:

‫ ”الجميع يستهينون دائماً وحُكماً بعدد الأغبياء الذين يحيطون بهم“ (1) .

مجموعة مجهولة وغير منظمة، ليس لها زعيم ولا رئيس ولا لوائح تنظيمية، مع أنّ بمقدورها العمل في انسجام تامّ كما لو أنّ يداً خفية توجّهها، فيساهم نشاط كلّ عضو منها بقوّة في تعزيز وتضخيم فعالية نشاط الأعضاء الآخرين كافّة .

لحسن الحظ، بدت القراءة ممتعة، لأنّ علم الاقتصاد (بطبيعته) مضجر، وهذا النصّ مُسَلٍّ.

‫ يؤكّد كتاب القوانين الأساسية أنّه 1) سيكون هنالك دوماً أشخاص أغبياء أكثر ممّا نعتقد، 2) نسبة الأغبياء ثابتة بمعزل

نسيم نقولا طالب: ‫ عندما باشرتُ قراءة الأسطر الأولى من صفحات كتاب الغباء البشري، راودني شعور بأنّني أقرأ مقطوعة ساخرة وبعد عشرة أسطر انتابتني شكوك: أيكون الأمر جدّياً؟ وعندما وصلت إلى نهاية الصفحة، تيقّنت من أنّ الكتاب هو بلا شكٍّ عمل جدي لدراسة التحليل الاقتصادي.