اقتباسات ماجد وهيب

❞ لن يسعد في حياته من يملك مثل هذه الحساسية الشديدة نحو الناس والأشياء ❝

اظن انه من الواقعي جدا الاعتقاد هنا بأن يهوذا يمثلنا جميعا كبشر نعتنق الكآبة والسخط وقلة الحيلة، وأن احلامه وآماله كانت منطقية رغم انها تسببت بالنهاية المأساوية، لكن من يسعه ان يلوم يهوذا الذي اعمته انسانيته عن رؤية الواقع بشكله الظالم

❞ وربما واحد منهم يصلي قبل انتحاره بساعة واحدة يحمّلك وحدك يا الله مسئولية انتحاره، ربما يتكلم معك قائلًا: ها أنا يا رب أقتل نفسي، وكان بإمكانك إذا أردت البقاء على حياتي ألا تجعلني ألجأ إلى هذا الفعل، سأقتل نفسي لأنك لم تعتن بي وأنت الذي خلقتني وكنت السبب الأول في مجيئي إلى الدنيا لكنك تركتني بلا أي عناية، تركتني حتى أُغلقت في وجهي كل الأبواب ❝

‫ سأسلمه، لأني لست جبانًا كما قال داود وكما تظن مريم، ولأن دورًا مهمًا خُلقت من أجله، ولأجله نجوت من هيرودس، لا بد أن أفعله سأسلمه، وأنت يا رب عجل بمسيحك الحقيقي، انظر بعين الرحمة والرأفة لهذا العالم البائس التعيس، إذا رأى أب ابنه يمشي نحو النهر ويوشك أن يلقي بنفسه، هل سيتركه يا رب ويقول ابني راشد وهو حر فيما يفعله؟ لا، سيجري نحوه بكل قوته ويلحقه، وإذا سبقه الابن سيرمي نفسه وراءه غير مبال بالغرق لأجل إنقاذه إذا كان الأب سيفعل ذلك فما بال الإله الخالق؟ والعالم يا رب يمشي نحو الغرق، الناس مُتعبون من أحوال هذا العالم، فلا تقل يا رب هم اختاروا، وما يعانون منه هو جزاء أفعالهم ابعث لنا مسيحًا يغير هذا العالم تغييرا كاملا

“الخلاص هو أن يكون العَالَم بلا أحزانٍ أو متاعب، ألَّا ينام إنسان باكيًا، أو مهمومًا وخائفًا. ألَّا يكون هناك فقرٌ وجوعٌ وأمراضٌ وحُرُوب. أن ينتهي الشَرّ تمامًا، وأن يكون لكل شيءٍ هنا على الأرض معنى. أن يكون العَالَم جنةً، الناس فيها جميعهم سعداء، جميعهم بلا استثناء، ومتساوون، حتى هؤلاء الرومان الذين يحتلون بلادنا. أنا لا أحبهم لكني أريد أن أحبهم، وهذا لن يحدث إلا إذا امتلكت قلبًا جديدًا لا يعرف الكُره، وأنا أريد لكل الناس أن يمتلكوا قلوبًا كهذا القلب. أنا أُحِبّ الناس جميعهم، أو هكذا أظن، إلا الرومان لأنهم يحتلون بلادي، لكني أشفق عليهم رغم ذلك، على التعساء منهم بالأخص، لأن حتى أشَدّ الناس إجرامًا يستحقون الشفقة، لأنهم في النهاية بشر

علّموا أولادكم الحب كما تعلمونهم الحرفة، لأن بالحرفة يكسب الإنسان غذاء جسده، وبالحب يكسب غذاء قلبه ابتسموا، لكن لا تلوموا العابسين لأنكم لا تعرفون ماذا عندهم، احترموا أوجاع الآخرين لأنها أوجاع العالم كله لا تحتقروا ولا تذموا إذا كان منكم من في قلبه قليل من غضب نحو جاره، فليصارحه خير من أن يضحك في وجهه زورًا وكذبًا لا تحسب نفسك أفضل من جارك، لأنك لا تفعل ذنبًا يفعله هو في العلن، لأن ذنبًا آخر لا يفعله جارك وتفعله أنت في الخفاء. إن أخطاء القلب والفكر ليست أقل من أخطاء الجسد، وما يُرتكب في الليل أسوأ مما يُرتكب في النهار.

أحبَّ أنها تعطيه فخذها فيضع رأسه، وتمسح على وجهه وشعره كأنه طفلها أحبَّ أنها تسمع له دون ملل أحبَّ ما يظهر على وجهها من علامات الفرح عندما تراه اعتادها حضنًا يلجأ إليه كلما تسلطت عليه أحزانه، وإليها فاض بكل ما يوجعه، بكل أفكاره. يجيئها مكتئبًا فتسمع له دون ضيق، ويجيئها فَرِحًا، فتبارك فرحته وتفرح له. في البدء كانت قليلة الكلام، لا تحكي عن نفسها قدر ما تسمع منه

أنا لا أشعر الآن أنني حي، كأننا لا نعيش إلا إذا نسينا الموت وأهملناه، فإن تذكرناه وحدّقنا فيه طويلًا توقفنا عن الحياة

لو أعلم أن موعدكِ اقترب ما تركتكِ بعد آخر زيارة لا أعرف كيف ستمضي الأيام بعدكِ يقولون إن الحي ينسى الميت، لكن أنا لن أقدر، مهما عشت كنت أصلي لله دائمًا أن يطيل عمركِ لكنه لم يستمع لي هذا هو اليوم الذي كنت أخاف منه

أنا لا أفهم العالم ولا القوانين التي تحكمه، ولا أفهم الله، وفي عدم فهمي ورغبتي في الفهم تعاستي الكبرى. أنا أحب الله جدًا، لكني في أحيان كثيرة أمتلئ منه زعلًا ثم أفرغ من هذا الزعل وأندم،

أرح نفسك، هذا العالم لن يتغير، ومن يحلم ليل نهار بتغييره يُتعس نفسه، ومع الوقت لن يقدر على رؤية أي جميل فيه، لن يرى إلا قبحه، فتصير حياته جحيمًا

إذا كان في الحياة ما يؤلمك، سلم به، لا تقف للألم مثل غصن شجرة لأنه سيكسرك، ولا تناقشه وتطرح عليه الأسئلة، لأنه لن يجيبك، والأسئلة التي تبقى بلا إجابات تأكل النفس، سلم بالألم وتعايش معه، تصالح مع وجوده لكيلا تخسر أنت وجودك

"افتح عيني يا رب لأبصر حكمتك في كل ما أرى وكل ما يحدث على هذه الأرض، امسك قلبي كي لا أسخط على هذا العالم، كي لا أتذمر وأقول ما لا يجب أن أقوله"

لماذا لا يحافظ الله على حياة الآباء من أجل راحة الأبناء؟ لماذا يسمح لهم بالموت تاركين أبناءً صغارًا يعيشون دونهم يتامى فاقدين لهم وللسعادة التي يحققها وجودهم؟

على الإنسان أن يفعل ما يقدر عليه، ويترك ما لا يقدر عليه لله