اقتباسات محمد أبو الغيط

«لتصفية الشعوب، يُشرع بتخريب ذاكرتها وتدمير كتبها وثقافتها وتاريخها… بعد هذا يبدأ الشعب شيئا فشيئًا في نسيان من هو وكيف كان، فينساه العالم من حوله بشكل أسرع».

‫ ذهبت مع إسراء لجلسة الكيماوي الأولى سعيدا فعلا.

‫ تغلب لديَّ شعور المغامرة والفضول، أحب تجربة كل شيء جديد، وهذا الشيء جديد جدًّا. كنت سعيدا كطفل ساذج يقترب من الخطر بضحكة عالية.

❞ كثيرا ما وضعت سماعات الهاتف في أذني وشغَّلت تلك الأغاني الصاخبة في الطريق من أو إلى المستشفى أرفع الصوت ليغمر كل شيء تختفي لندن، والعبارات الإنجليزية، والباصات الحمراء أطير عبر المكان والزمان إلى «إمبابة دولة وأنا فرد منها» وإلى «عمود كردان الجيزة».

مغامرات «شواحة» مع «الضابط أبو نجمة»، و«أبو عبير» مع «مفتاح المكنة» على الكوبري، وغيرهم من الرفاق.

‫ فجأة يصبح السرطان بعيدًا جدًّا، وصغيرًا جدًّا. ❝

‏

القراءة بالنسبة إليَّ ليست تسلية ولا هواية، بل عمل بالغ التركيز، لا يصاحبه أي أعمال أو أفكار أخرى. لا أقرأ أبدا إلا بصحبة قلم أو الـ «نوتس» على هاتفي، أسجل ملاحظات وتعليقات تصنع فهرسًا خاصًّا لي.

أظهرت الأشعة الأورام منتشرة حول هيكلها العظمي في كل مكان، «كأنها أضواء شجرة الكريسماس!» ‫

توقع الأطباء أنه ربما ما تبقى لها من وقت هو أشهر، لكنها عاشت خمس سنوات، منها عامان على الأقل بصحة جيدة، وخلال كل هذه الفترة تواصل أنشطتها الشخصية والمهنية ما أمكنها من ذلك.

النسيان لا يمكن تحفيزه بالتفكير فيه، لو قررت أنك ستنسى كذا فستكون هذه الفكرة نفسها هي أكثر ما يذكرك بما تريد نسيانه.

‫ النسيان طريدة مراوغة، لن تحصل عليها بملاحقتها أبدا، بينما ستتمسح بك إذا تشاغلت عنها.

إلى اسراء ويحيى

محمد يقرأكم السلام ويقول

وأنا أيضًا لو غبت عنك يا بني فثق أني سأكون في مكان ما أنظر إليك.

في نسمة هواء أو تراكم قطرات الندى، أو في أصغر وردة بيضاء تذكرني بأمك.

‫ لعلي أظهر في «تشابك كمي» لا يُرى بالعين المجردة بين أجزاء أصغر من الذرات.

وفي تلك المساحة أعرف أنه ستظلّ تلك الطاقة من حبي تحيط بك وبأمك سواء كنت أنظر إليكما بعينيَّ، أو أنظر إليكما بعيون كل ذلك الكون الفسيح الجميل

اليكما اقول

احبابنا لا يرحلون وان غابوا حاضرون دا ما وابدا فى داخلنا ذكراهم نور وسلام ووعد بلقاء ابدى لا فراق بعده ابدا ولكى يحصل اللقاء علينا الصبر والرضا حتى يحين موعد اللقاء

رحم الله فقيدكم وتغمده برحمته

وجعل كلماته فى ميزان حسناته

الشرف الحقيقى جاء من تشريف البشر بكونهم بشر تكرميا من الله

اى ان بشر تعريف البشر لأنفسهم من حيث كونهم بشرًا، لا جمادًا ولا حيوانات، بل لدينا شيء مختلف يقع عميقًا عميقًا في نقطة داخل ذلك الكيان الشفيف الغامض المسمى الروح ‫ وهو ذاك الشرف الشخصي الحقيقي، ليس الشرف الزائف المتوارث على طريقة الأسر المالكة الأوروبية أو السلالة النبوية عند الشيعة المسلمين، أو الشرف المارّ عبر الآخرين الأضعف كأجساد الفتيات ‫ في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، نقرأ في بردية فرعونية تروي قصة «الفلاح الفصيح» الأهناسي قوله: «إن العدالة خالدة الذكرى، فهي تنزل مع من يقيمها إلى القبر، ولكن اسمه لا يُمحى من الأرض، بل يُذكر على مرِّ السنين بسبب العدل».

ينبع قسط وافر من إضاءة روح الإنسان أو ظلمتها من ظروف نشأته، سواء ما تربى عليه في أسرته، أو عبر تلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أحاطت به لكن قناعتي هي أن العامل الأهم يكمن في اختيار الإنسان الواعي أن يربي نفسه ويلزمها بأن يظل ضميره ما يحركه لا مصلحته الشخصية الضمير، أو الوازع الأخلاقي، أو «الأنا العليا» بتعبير فرويد، أو «ريشة ماعت» بتعبير المصريين القدماء، كلها وجوه لنفس المفهوم الذي يعلو به الإنسان أو ينحط، والذي تضيء به روحه او تظلم

قبل الاسلام صعصعة بن ناجية، الذي حمل لقب «محيي الموءودات»؛ لأنه أنقذ ثلاثمائة بنت من الدفن أحياء كذلك خرج من بينهم حاتم الطائي الذي صارت قصص كرمه كالأساطير وهناك عبد الله بن جدعان الذي اجتمع في داره مؤسسو «حلف الفضول»، وقد تعاهدوا

تعلمت عبر حياتي، وبالتدريج، البحث عن هذا الجوهر الإنساني، وأن أشعر بذلك الضوء الذي يشع من الأرواح الطيبة. أحب أن أكون على مقربة من هؤلاء، بينما أهرب من ذوي الأرواح المظلمة والقلوب الغليظة.

ما من علاقة بين الجوهر المضيء وبين لون الإنسان، أو عرقه أو دينة أو لغته يقول حديث نبوي إن خيار الناس في الجاهلية هم أنفسهم خيارهم في الإسلام، أي أن ذوي «مكارم الأخلاق» سيظلون هم أنفسهم كذلك، من قبل ومن بعد

أتمنى لو كانت بعض كلماتي طيبة، وقد انغرست في أماكن لا أدري عنها شيئًا، وقد تلامس فروعها السماء يوما ما.

ورغم ذلك لن ينتهي تقليد تلك الكتابة أبدًا؛ لأنه مرتبط بتعريف البشر لأنفسهم من حيث كونهم بشرًا، لا جمادًا ولا حيوانات، بل لدينا شيء مختلف يقع عميقًا عميقًا في نقطة داخل ذلك الكيان الشفيف الغامض المسمى الروح.

لماذا أكتب؟

‫ أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة بعدي؟ ‫ الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليًّا بـ ١٤ مليار سنة ‫ أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل ‫ هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا

لكم هو مبهر المدى الذي قد يذهب إليه الإنسان في الشر أو الخير، في ضوء روحه أو ظلامها.

❞ قد تهبط الكارثة فجأة علينا. وقد نحملها داخلنا منذ الميلاد دون أن نعرف لا حيلة لنا في ذلك كما لا حيلة لنا أمام كثير من المآسي؛ الفراق، والضعف، والموت لا حيلة لنا بمشاعرنا لكن لنا حيلة بأفعالنا، أو على الأقل في السعي لذلك، دون ضمان النجاح فلا إنسان كامل أبدا، وكلنا، كلنا بلا استثناء، قد نمر بأوقات من النقص والخوف والأنانية والطمع وغيرها من الأخطاء والخطايا، لكن الفارق هو بين من يترك نفسه لتلك الأهواء، وبين من يعيها ويواصل الصراع معها بنسب نجاح وفشل متفاوتة، يغالبها، و«يسدد ويقارب»، قدر الإمكان. ❝

‏

‏

❞ قد تهبط الكارثة فجأة علينا. وقد نحملها داخلنا منذ الميلاد دون أن نعرف لا حيلة لنا في ذلك كما لا حيلة لنا أمام كثير من المآسي؛ الفراق، والضعف، والموت لا حيلة لنا بمشاعرنا لكن لنا حيلة بأفعالنا، أو على الأقل في السعي لذلك، دون ضمان النجاح فلا إنسان كامل أبدا، وكلنا، كلنا ❝

‏

تعلمت عبر حياتي، وبالتدريج، البحث عن هذا الجوهر الإنساني، وأن أشعر بذلك الضوء الذي يشع من الأرواح الطيبة. أحب أن أكون على مقربة من هؤلاء، بينما أهرب من ذوي الأرواح المظلمة والقلوب الغليظة.

لكنني أبصرت لاحقًا ذلك الضوء الكوني، يقظة لا مناما.