اقتباسات يسري الفخراني

❞ كم من أيامنا تُشبه النجوم؟

⁠‫تولد مبهجة من حيث لا تتوقع ولا تنتظر، وتسقط حزينة ذابلة من حيث لا تعرف ولا تتمنى! ❝

حين تكتسب البيوت البركة فهي تكتفي بالهنا والسعادة والرضا، يُصبح الوقت وَقتين والفرح فرحَين والشَبع من أبسط الأشياء والرضا من أقل المُتاح، يُصبح الصبر جميلا والضحك من أهون سبب والانبساط تخلقه البساطة.

‫ البركة تُيسر الصعب، تجعل العَتبات مبهجة، تنير القلب ولا تشغله بالدنيا، تسكن بيوت المبتهلين لله بالبركة فتجعلها بيوت سكن، النوم فيها مريح، والسهر فيها صلاة لله لامتداد نِعَمه، اللقمة هَنية والغموس شَهي والكلام راحة.

‫ حَلّت البركة، عبارة كنا نقولها من القلب لضيف عزيز جاء لزيارتنا، ومبروك نقتبسها من البركة لتهنئة أيضا من القلب لعزيز على فرح، كم جميل أن ننطق بالبركة في كل حال، لعل الله يستجيب فنصبح كما نأمل تُضاعف البركة أسباب سعادتنا وسترنا وأوقاتنا الحلوة.

❞ نحن أبناء الأشياء الصغيرة البسيطة التي نحيا من أجلها بحب حقيقي وضحكات من القلب، لا شيء يقف أمام أحلامنا الحلوة، لا شيء.. مهما كانت خدوشنا. ❝

ياه! كم في القلب من بشر.. التقينا بهم، أو سمعنا عنهم، في كل الأحوال قصدونا بحبهم، عن طيب خاطر، بدون مقابل صنعوا لنا الحياة وحياة الحياة، صنعونا، صنعوا لنا الأيام كما لم نتخيل أن تكون، صنعوا لنا هذه الضحكات التي تملأ القلب بهجة مفرطة.

‫ لهؤلاء، يصنع حائط المجد، حوائط السعادة؛ لكي نفهم أن لحم بهجتنا من خيرهم، لا يكتمل الإنسان إلا بالناس.. إلا بأقرب الناس.. إلا بالمحبين الذين يمنحون بدون ثمن.. إلا بصورهم القريبة إلى حد اللمس والهمس على أقرب حائط في طريقك كل صباح مساء.

الأماكن ليست مجرد مساحات نسكنها، إنها روح تسكننا، ليست فراغًا نتنقل فيه إنما بقعة ضوء تترك فينا أثرًا، ونترك فيها عمرً..

عندما كنا نجلس على مائدة طعام واحدة ثلاث مرات في اليوم، لم نكن في احتياج إلى حياة افتراضية نختبئ فيها من أزمات الحياة ومشاكلها، كانت لمة العائلة تكفي لتذوب المشاكل وتسير رحلة الحياة في أمان، كانت الوجوه تلمع بالسعادة الحقيقية وليست المزيفة، كان القارب يمضي هادئًا لأننا معًا. السر ليس في الطعام.. السر كان ومازال في الأمان.

أن تصنع من نفسك ومن حياتك قصة تحكيها، قصة تستحق أن تحكى، امتلك قليلًا من الرغبة، ومساحة معقولة من الأمل، ومسافة مقبولة من الإرادة، تسبقها أمنية صغيرة اسمها العطاء.

كَبِرت بعدد السنين، ولَم تَعُد هذه التفاهات صغيرة وكبيرة توقفني في منتصف الطريق؛ لأن الرحلة لم تعد تتحمل التوقف عند الزوايا المؤلمة والأشخاص الخطأ، لم تبق عندي تلك الانفعالات بما وبمن لا يستحق الالتفات، الحمد لله على أن سنوات عمري تأخذني نحو زُهد الأشياء، لا فقر ولا دناوة ولا جوع، أصبحت متشوقًا للسنوات التي تأتي رغم إضافتها عمرًا للعمر.. لأنها تفقدني مزيدًا من الجاذبية لصغائر الأمور، وجعل القلب أكثر نقاء والروح أرق وأرقى، السنوات تجعلك أقوى إذا نجوت بنفسك نحو الله أكثر، وعرفت أن قيمة العمر أن تعيشه، لا أن يعيش داخلك بخوفه وهمومه.

❞ الذكريات مثل بصمات أصابعك لا تتشابه ولا تتكرر.. وهذا هو جمالها.. ❝

❞ الحياة المبهجة هي التي يتمكن صاحبها من إعادة تدوير كل تفاصيلها؛ ❝

❞ لا تَفقد الدهشة، احتفظ بتلك الروح المتوثبة لاكتشاف الحياة، الذين فقدوا وهج الدهشة وإحساسها لا يعرفون لماذا ينتظرون الغد ❝

❞ ⁠‫خلقنا الله للسعي بين الأمنيات والصعاب.. ليبقى الأمل في الوصول إلى أقصى درجات المكتوب في أرزاقنا. ❝

❞ الُعمر ليس بما نَملك من أشياء، إنما بما نَصنعه من أشياء.. ❝

❞ الحياة هي مرة واحدة، لا تتكرر ولا تعاد، مرة واحدة، وكل يوم فيها ممتع في حد ذاته ولا تملك أن تعوضه، ❝

❞ حين تكتسب البيوت البركة فهي تكتفي بالهنا والسعادة والرضا، يُصبح الوقت وَقتين والفرح فرحَين والشَبع من أبسط الأشياء والرضا من أقل المُتاح، يُصبح الصبر جميلا والضحك من أهون سبب والانبساط تخلقه البساطة. ❝

‫ غُرفة طعام كانت مُلهمة البهجة في رمضان، تجمعنا بحب على أطباق طعام شهي ولو كان بسيطا، صُنعت ذكرياتي حول مائدة تتوسطها صينية كنافة ساخنة بالمكسرات ومسلسل إذاعة الشرق الأوسط ونحكي ونضحك ونضحك ونحكي، بهجة تتكرر لا نريد لها أن تنتهي

‫ صباح كل يوم جمعة في بيوتنا تتجلى البهجة في أبهى صورها، تفاصيل قديمة لا نعرف من أرسى قواعدها وأصولها، أتذكر نفس الطقوس في طفولتي كل يوم جمعة، لا تحلو صباحات الجمعة مهما مر من عُمر إلا برائحة البخور الغني بخلطة العطارين وطبق الفول وقرطاس الفلافل والمَعصفر وأهرام الجمعة وخليط من أصوات تحمل ما تيسر من آيات الذكر الحكيم تأتي من راديوهات البيوت فيبدو كل شيء مثل نغم متكامل مريح.

‫ قرطاس فلافل (سُخنة مقرمشة) وطبق الفول (مَحبّش بالطماطم والفلفل والطحينة) وعيش بلدي (مقمر وطازة)، الفطار يوم الجمعة وكل يوم جمعة، بخور له رائحة المسك والحبهان، وشيش أوض البيت مواربة على شمس ناعمة يتسلل منها هواء لطيف يلمس أيادينا، وهي تتسابق تُغمس ألذ وأشهى وأطعم فطار.

‫ لا تنكسر فالحياة فيها ما يستحق أن ترفع رأسك من أجله.. فيها الكثير، لا تجعل عتمة تُغلق عينيك عنه، ولا غُمة.