اقتباسات أحمد هاشم

وأميرة الجنّ ليست في كهفها المسحور

‫ تستحمُّ بنور البدر الأزرق في الخارج

‫ عاريةً

‫ تقفز في الأحراجِ مثل الأطفال

‫ وأنت تفتشُ عن أطرافِك

‫ قالت: والآتي:

‫ ستحبُّ امرأةً كخيطِ ضيــاء

تقول الشعرَ فيسمعُه الخفّاشُ شتيمة

‫ تسكت …. فتزحف إليك جيوش الليل

‫ وأصواتُ المجهول

‫ ووجوهٌ ما رأيتَ مثلها

‫ تتمدد… فتغرق إقدامُك في وحْلِ قرون

‫ وهناك ما للبدر عيون

قالت لي كاهنةٌ خرساء

‫ تسكن في كهفٍ والكهف بأعلى جبلٍ

‫ ويعلو وجهَ الجبلِ الماء

‫ قالت:-

‫ مضى زمنٌ من عمرِك

‫ تحبو في أقبيةٍ ظلماء

‫ تبحث عن يديك فتلقى قدميك

‫ تغني فيخرج صوتك مثل عواء

ولا أحسب أحداً يغفل عما

‫ يفعله الناس وما يفعله الخمر

‫ يريك الأشياء مثل يهوديٍّ مهزوم

‫ كبرجٍ ينفث دخاناً..تدفعهُ الريحُ

‫ حيثُ تريد

‫ ولكن إن يتوقف…. ذلك عار

‫ وحين التقينا       

ومعيشة اليوم وما بعد اليوم

‫ والصبح حين يشرق

‫ أهو صبح أم أمر آخر

‫ هذا أمر لا يعنيــكم

‫ قمة الأنانية أننا التقينا

‫ كنت أسكن في قفصٍ من جليدْ

واستفحلَ الهمّ فينا … ‫ جفّت مرابعُنا. وغادر أرضَنا المطر ‫ نشيّعُ تمّوزَ كلَّ عامٍ ‫ وعشتارُ وحدَها ‫ في بيتها المهجورِ … تُحتَضَـــــــــر ‫ والطفل ما عاد ينتشي ‫ حين يخافُ القمر ‫ وقد صار « لسربروس» رأسٌ رابع .

وبدراً يُرقّشُ وجهَهُ الرَصاص

‫ أنبيك أبا غيلان…..

‫ رحلتَ واستأنستَ بآلامِ الرحيل

‫ وخلّفتَ…غاباتِ النخيـــل

‫ وخلّفتَ العيونَ السودَ ساهمةً

‫ تبحثُ عن نجوى.. عن حبّ.. عن خليل

‫ عن الأقمار راقصةً في بحر الجنون

لما نزلْ نقتاتُ الحجــر

‫ وننام دون نعاسٍ

‫ ونسهرَ دونَ داعٍ للسهر

‫ تذبحُنا سيوفٌ لصبيةٍ سكارى

‫ كوجهِ أبي الهولِ وجوهُهم

‫ هدوءاً وسكينـــــــــه

‫ وكقلب ساحرةٍ لعينه

‫ قلوبُهم حقداً وضغينة

‫ وتنهبُ أحلامَنا غربانٌ غريبة

أيتهـا المغوليـــــة الشقـــــــراء

‫ إن أحبـك غيـري.. فقد استعـار عيونــي

‫ وقلبــي وماضــيَّ وشجونــــــــي

‫ فأنا وحـدي أصرخ :

‫ أحببتك بكل عيوني وآذانـي وقلبـي وجنونـي

‫ ويعلو صراخُ دمـي المسكـونِ بحبـِّــــك

‫ إذا متُّ فيـكِ…

‫ ففيـك ادفنينــــــــي

‫ يـا حلــــــوةً مـــــــــــرة ‫ أيتهـا المغوليــــة الشقــــــــراء ‫ أيتهـا البدوية المدنيةُ الثلجيةُ الحـــــــــرة ‫ مجنون أنـا كمـا تقوليـــــــــــن ‫ أتحـب امـرأة هـذا الحــــــــــب ‫ لا تعرف عنهـــا شيئـــــــــــاً ؟ ‫ بلى ‫ أعرف عنـك كلَّ الأشيــاء مالكتـــــي ‫ أنت دمي، أفأجهل دمي؟

جــلَّ الذي ســــــــــــــوّاك

‫ وصاغـكِ وبنــاك….

‫ وخلّانـي أسـوأَ صرعــــــــــاك

‫ أيتهـا المغوليـةُ الغازيـةُ الفاتحـة النبيلـة

‫ اجتحـتِ مملكتـي وكلَّ حصونـــــــي

‫ وأشَعْــتِ الخرابَ والدمــارَ

‫ في دياري وأشجـاري وأنهـاري وأزهـاري

‫ واستبحـتِ أعمـقَ أســـــــــراري

‫ فعالجينــي…

ألا يعالج الطبيب عليله؟

يا طفلةً كبيرة

‫ أيتها الثرثارة من غير كلام

‫ يا قصيدةَ شعريَ الأخيرة

‫ لن أكتبَ شعراً بعدكِ

‫ تأكــــدي…

‫ لن أنظر في وجه امرأةٍ غيرك

‫ يا وجهاً شاهدت محيّــاهُ

‫ دوماً…

يا أحلى قصيدةِ شعرٍ أنشدها ساحـــــر

‫ عليمٌ بطراوةِ الجيدِ

‫ وخبيرٌ بنظمِ القصـــــــــــــــيدِ

‫ يا عذبةَ الروحِ بل يا حلوةَ البَــــــــــــــدَنِ

‫ يا نسمةَ الصبحِ أو يا سكرةَ الوسَـــــــنِ

‫ إذا نويتِ الهجرَ فقبلَ الهجرِ هيّئي كفَني

فيا وحشَ الظلمــة خبّرنـــــــي

‫ يا غُولَ الغربـةِ والخوفِ

‫ أجبنـــــي…

‫ أفيك فجائـعُ أخـرى…؟

‫ أم تترقّبُنــــــــي

‫ أن آخـذَ أنفاســــي

‫ فتستلّ نجومَـك أقواسـاً، والبدرَ حسامـا

‫ وتحاصرُ هذا المخلـوقَ البائـــــــس

لا أدري أتكف أذاك

يا طيـرَ الحـبِّ الأخضــــــــــــر

‫ طـارَ الحــبُّ الأخضـــــــــــــر

‫ وصاحبَ غربتَهُ

‫ وطـار برفقتهِ القلـبُ الدامـــي

‫ وارتحـلَ الأشقــرُ والأسمــــــــــر

‫ وتغيـر لـونُ الطيـنِ الأصفــر

‫ وابتعــدت شقــراء….

‫ هي حبّـة قلــبٍ أو أكثــــــــــــر

‫ واحتلَّ المحْــلُ فؤادي…..

وأنبت شوكًا أسود

يـا طيـرَ الحـبِّ الورقـــــــــــي

‫ قتلوك إذ قتلـوا فيـك الحـبَّ

‫  وأسَـروا منك القلــبَ

‫ فأمسيــتَ…..

‫ بلا قلبٍ…. بلا ريـشٍ

‫ منتوفاً لا يقدرُ أن يثبـتَ…

‫ يا ليــلُ….

‫ هل طـاب النـزفُ.. لك من قلبـــــي

‫ وصارت أوردتـي الزرقـاءُ حبالاً للشنــقِ

‫ وقلبي، دفـّاً صوفيـا يقرعُ أبوابَ السحَـر

‫ ويدعـو أمواتَ الليــلِ… ليصيحــوا :

‫ عـــاش الصبــــــــــــــحُ

‫ اللّهـمَّ العنْ إبليــسَ وجنـــــــودَه

يا قلـــب اصبــــر..لا تيأسْ

‫ لا تنظرْ للنصفِ الفارغِ مِنَ الكأس

‫ فلعــلَّ الممنــوعَ اليـــــــــــوم

‫ يصبــحُ في الغـــــدِ مسموحـاً

‫ فوالله ما فــاز إلا الصابـــــــرون

‫ كمــــــــــا يقولــــــــون

‫ بالجــرح بالملــــح… بالســــمِّ…

‫ بالدم… بالمــاءِ الــعذبِ

أراك…. ‫ تجلسيـن عندَ النافــذةِ العلويـــــّـــة ‫ ترقبيـن سحابـاً يجري خلفَ سحــــــاب ‫ شيخـاً رصاصيـّا، لا يسمــعُ ولا يـــرى ‫ والسمـاءُ مبطّنـةٌ بغيـومٍ حُبلــــــــى ‫ أتحبيـن الشتـــــــــــــــــاء ؟ ‫ أتحبين الألـم المُبخّـر بأوهـامِ غانيــــــةٍ ‫ كبــُرت…. ‫ فتبحثُ عـن ساحـرٍ. ...يعيدها إلى سنين خالبة

وأنـا مجـروحُ، يعبـث فيـه الجــــــــرحُ ‫ وخذي صُبحَــكِ من ليلــــــــــــــي ‫ فأنا صيـفٌ أزلــي. لا يتلـوه شتـــــــاء ‫ وأنا ليــل ليس لـه صبـــــــــــــحُ ‫ يــــــوم ولــدتِ……………………… ‫ جمّعْـتُ بعض رفاقــي……… واحتفلنــــا ‫ في يــوم أبيض كالبدر ‫ يختلــط فيــه الحــرُّ الخانق