اقتباسات مريم القحطاني

كاتبة يمنية من مواليد صنعاء. هاجرت إلى الولايات المتحدة في التسعينيات مع عائلتها. أسست موقع قنبوس لحفظ التراث. تكتب مريم القصة القصيرة منذ سن مبكرة، ولها مقالات وقصص منشورة في الصحف العربية. تكتب القصة باللغتين العربية والإنجليزية.

إنَّ الأسى لا يعني إلَّا أنكَ توقَّفتَ عن الانشغال بنفسكَ، ووقفت موقف المتفرِّج تُراقب حظوظ الآخرين.

يشبه هذه الجبال، لا تهزُّه ريحٌ ولا ينحني هو شامخ وثابت،هو الرجل المناسب لهذه المهمَّة. فَخَلْفَ عينَيه القويَّتَيْن وحاجبَيْه العنيدَيْن يختبئ قَلْبٌ رحيم وكلمة طيِّبة. ❝🌻💚🌷😊

دهشتُهُ كانت حقيقية، كذلك خيبتنا. نبتلع شعورنا باليُتْم معه، لأننا نُحبُّ الشعور بالفرح الذي يمنحنا إيَّاه وإن كان مؤقَّتاً، ونغفر له إهماله الفادح لنا لأننا نفهم أنه لا يحبُّنا بشكل أو بآخر.

. لم تُعلِّمها الفجائع كلُّها أن المفاجآت ليست إلَّا مصائب،

كان صراخها كفيلاً بحَفْر أخاديد من الوجع في قلب أيِّ إنسان إلَّا أنْ لا إنسان يسمع صراخها كنَّا وحيدين في تلك الشُّقَّة لا يعلم أحد عنَّا شيئاً لا أحد يعرفنا لا أحد يريدنا لا أحد يقرأ الوجع في أعيننا ‫ .

نُصدِّق أن في قلب والدي حُبَّاً من نوع ما لنا، فإذا كان يحبُّه أكثر، فمعنى ذلك أنه يحبُّنا، فنتنافس ونتهافت على تلك الكذبة تنافس الفقراء على صحن فارغ: "لا، يحبُّني أنا أكثر منكَ! لا، أنا، لا، أنا، لا، أنا!" وكان أخي يفوز.

أُمِّي لا تضرب، بل تَبْطُش، لدرجة أنها قد لا تتردَّد في استخدام السكِّين، وإنما كان يثنيها عنه بُعْده عن متناول يَدَيْها فالذهاب إلى المطبخ مغامرة قد تُفلتنا من بين مخالبها ‫ نردِّد في تمتمة ورهبة وصوت مرتعد خافت، دون أن ننظر في عيني أمي وكأننا نخاف أن تكتشف عدم الصدق في نبراتنا آمين.

)) "نعم"و"مَلي" أدوات حشو في اللهجة العدنية.

‫(28)) نزغة: حاذق أو ماكر.

أتى صوته من الخلف متوسِّلاً، سرعان ما نهره جابر حتَّى حسبتُهُ مترقِّباً لهذه اللحظة: "يا ابني، اسكت! حتَّى الماء تشتي تشربه علينا؟" ‫ أشفقتُ على الولد "يا جابر حرام علي، الدنيا حما(31)! وابنك فيه حُمَّى، ظامي … اسقيه" ‫ صمت

سِفِلْ: إسطبل أو زريبة.

‫(23)) الغواث: الوجبة الخفيفة.

"قاسم" الذي كان عقيداً ذات يوم، فأطاح به العَجْز، وخذلتْهُ الوساطات "سرور الأعمى" قيل إن الجنَّ أخذت بصره، ولم تعد به لأنه كان يعشق كتابة الشِّعْر فوق القلاع وحده، و"أمين الفقيه" المجنون إثر انتحار زوجته أو قتله لها، مَنْ يدري؟

شعر للحظة كأنما هو يسألها عن شخص لا تعرفه: "أيوه، أُختكِ هَدِيَّة" أجابته بسكون ثقيل، وبنبرة عتاب: "هَدِيَّة توفّت، يا عمّ حَمُود ." ‫ نظر إليها حَمُود ولم يقلْ شيئاً، إذ شعر بقلبه يتحرَّك من مكانه أكَّدت له "نعمْ، يا عم حمود

كأنه قد اقترف إثما يُعاقَب عليه إلى الأبد وكيف ستقول لهَدِيَّة، يا حَمُود، بأن ابنها مات في بلاد الخير والنعمة، وإنه نجا من الحرب، لكنه لم ينجُ من الموت وحيداً؟ هل تستهلُّ الحديث بتعزيز الإيمان في قلبها، ثمَّ تطعنه بهذه،

لم تقتلْهُ لا الحرب ولا المجاعة ولا الأمراض والأوبئة، بل مات فجأة هكذا. لم يستيقظ من نومه.

‫(05)) الديمة: المطبخ الشعبي، غالباً يقع خارج البيت في القرى.

‫(06)) الطبون: التنُّور الطيني.

‫(07)) الملوج: نوع من أنواع الخبز اليمني المصنوع في التنانير.

‫(08)) المخزّن: من يتعاطى القات بخزنه في فمه.

مَرَة: زوجة

أنا في شوق كبير لكِ يا أُمِّي، والله وحده يعلم، ولكنْ، إن شاء الله الشهر القادم وأنا عندكم أُقبِّل يَدَيْكِ وجبينَكِ …" ‫ أطبق حَمُود الرسالة هنا، وترك عينَيْه تجولان لقطف بعض الذكريات التي نَبَتَتْ في هذه الأرض منذ أعوام خلت.

قال: لا تبكِ على مَنْ مات، اِبْكِ على مَنْ خفَّ عقله!"

معرفة الفارق أصل المأساة.