اقتباسات يحيى صفوت

لحظتَها تأكدت أن المظاهر خادعة، وأننا جميعًا جرحى، ولو اقترب أحدٌ منَّا بما يكفي لانهارت دفاعاتنا ولسقطت أقنعتنا.

ولهذا فقد كنت أسعى بكل جهد أن أنهي عملي في ذلك الموقع النائي قبل موعد التسليم، وعلى أفضل وجه، أو ربما كان بسبب شوقي لابتسامة زينة التي تنتفخ معها وجنتيها وتتورد، أو خوفًا من لسان دكتور سراج اللاذع لو وصلت متأخرًا، فاليوم بالأخص ستكون أسنانه البيضاء أكثر طولًا وحدةً، اليوم سنقرأ الفاتحة، ولا أريدها أن تكون على روحي.

"كَمْ أخجل حين أنظرُ في عين طفل، أشعرُ لحظتَها بأخطائي تزداد قبحًا في مرآة براءته".

كيف أصف لحظةً رقصَ فيها اليأسُ بأحلَك ألوانه مع الأمل في أقوى صوره؟

❞ أين يولد اليأس؟ ما الذي يخلق الخوف؟ ❝

ندبة أخرى من تلك التي تشوه روحي.

ذكي بما يكفي كي أدرك أنني لست ذكيًّا بما يكفي.

هناك لحظات في حياة الفرد منا ندرك تمامًا أن أيًّا كان ما سيحدث بعدها سيكون أكثر هولًا من كل ما سبق، رغم استحالة هذا في نظرك.

❞ ‫ تمنيتُ يومًا بلا أمسٍ، وقد عشتُ في أمسِي أمَدا ولهثتُ خلف أحلامِي بلا كَللٍ ❝

❞ أنا المنسيّ، أنا المنفيّ، أنا الضاحكُ من الألمِ ❝

تقلصت معدتي حين تذكرت القصة الأخيرة، يجب أن أفك طلاسمها قبل أن تبدأ أحداثها في التكرار في الواقع، فالأمر لا يتعلق بعضَّة أحتملها أو ذرية أؤجر على الحرمان منها، والرائحة الكريهة هي أهون ما يمكن أن يصيبني، أقل تفاصيل قصة «المنسيين» هولًا.

تحول الكابوس إلى حقيقة، هناك بالفعل أناس هنا، ولا يمكنه البدء في تصور المعاناة التي جعلت الأمر يصل بهم لقضم القضبان بأسنانهم حتى تنكسر.

❞ حالمًا دائمًا، سعيدًا لدرجة الطيش أحيانًا، كئيبًا كالقبر أحيانًا أخرى. حياتي كانت كبندول ساعة يتأرجح مؤشره بين السماء والأرض، بين الأبيض والأسود، بين الثلج وضَمَّتهِ والنارِ ورمادِها. ❝

بحثت حولي عن أي شيء يُلهيني عما كان يعصف بتفكيري، فلمحت البُجقة التي كنتُ قد ملأتُها بحصيلة الصيف مما جمعته مع أصحابي من الشطآن والذي يلفظه البحر أحيانًا. عادةٌ ابتدعناها ولم نكن قد تخلينا عنها بعد حتى بعد أن عبرنا إلى عقدنا الثالث. ساعة كاملة استغرقتها في مراجعة محتويات الجُوال الكبير بدءًا من العبوات البلاستيكية إلى مجموعات كاملة من ألعاب البحر.

بدء زوال الخوف هى لحظة الحقيقة، لحظة الاستيعاب.

صنعتُ قلبًا لا يعرفُ الخوفِ، قلبًا لا يعرفُ الهونَ وها قد صارَ يومي بلا أمسٍ، وصارَ غدِي بلا معنى

… الغيب هو مهد الأمل وكلمة "ربما" هي ما تجعلنا نسير.

"وكما يُقاس الفشل بقدرتك في العثور على أعذار لخسارتك يُقاس النجاح بعدد أعدائك"

ندور بلا حيلة بين القطبين المستبدين

واستمعت لكلمات كانت محبوسةً في صدري عمري كله، خرجت عشوائية، بلا حساب، بلا تفكير ولا ترتيب ولا تدبير، خرجت عارية من القلق والخوف من المستقبل.