اقتباسات روعة سنبل

بُثّتْ أغنيةُ «قارئة الفنجان» للمرّة الأولى عبر إذاعة دمشق، أنصتتِ الجدّة العجوز إلى الأغنية جيّداً، وحين ترقرق صوتُ عبد الحليم ببطءٍ وبشَجَن: «يا ولدي قد مات شهيداً»، شهقتِ العجوز الثّكلى، وضربتْ صدرَها بكفّها، أعادها العندليبُ الأسمر مرّتين اثنتين، وأعادتها هي مرّات كثيرة.

‫ أعادتها وبكت، أعادتها وبكت، أعادتها.. بكت.. ثمّ ماتت.

❞ كان حزن الجدّة من ذلك النوع الذي لا يهدأ ولا يبرأ، ينساب مستمرّاً بدأبِ ساقيةٍ تحفر عميقاً في الرّوح، لم تفرضْه على أحد، بل ركنتْه في زاوية الغرفة، وظلّت ترعاه كما ترعى شجرةً مدلّلةً، تأوي إلى ظلّها وحدها. ❝

❞ عرفتُ أيضاً أنّ الفرح يجعل عيون الرّجال تلتمع، وأنّ الحزن يجعل ظهورَهم تنحني. ❝

«أخاف أن أموت في الغربة، أريد أن أموت وأدفن هنا».

عرفتُ أيضاً أنّ الفرح يجعل عيون الرّجال تلتمع، وأنّ الحزن يجعل ظهورَهم تنحني.

ها أنا مرّة أخرى أفشل في الكتابة عنكِ، بعضُ الخساراتِ يا صديقتي لا تُكتَب.

ولستُ سوى رميةِ النّردِ

‫ ما بينَ مفترسٍ وفريسةْ

‫ ربحتُ مزيداً من الصّحو

‫ لا لأكونَ سعيداً بليلتيَ المقمرةْ

‫ بل لكي أشهدَ المجزرةْ

‫ لاعبُ النّرد- محمود درويش

خشية أن يكتب أحدهم عنها تقريراً يرفعه إلى (فوق)، فيستضيفونها عندهم (تحت)

الحرب، التي أقامت بيننا طويلاً، ماهرةٌ جدّاً في سرقة الأعمار وقهرِ الرّجال.

راقبتُ بانتباهٍ كيف يلفّ الرّجال سجائرهم، وكيف يعلّقونها في زوايا أفواههم، وهم يضحكون ويتحدّثون، عرفتُ أنّهم يتبادلون الشّتائم حين يمزحون، أنّهم يتفاهمون بدون كلام، وأنّهم يبكون بدون دمع، عرفتُ أيضاً أنّ الفرح يجعل عيون الرّجال تلتمع، وأنّ الحزن يجعل ظهورَهم تنحني.

أثار الأمرُ ذعرَنا في البداية، ثمّ قبلناه كما نقبل هنا مع الوقت أشياء أُخرى كثيرة، نعرف أنّنا جميعاً سنمرّ بهذه التّجربة يوماً، وأنّ المسألةَ مسألةُ انتظارٍ فقط، ومع ذلك فإنّ هذه المعرفة لا تخفّف من وطأةِ المفاجأة، ولا تهوّنُ من عُسرِ المخاض.

وملفّاتِ معاملةِ الهجرة التي يتابع مُكرَهاً سيرها المتعثّر منذ شهور، ويُلقِمُها معظمَ وارده ووارد زوجته، يفعل هذا مع أنّه يكره السّفر، ويتمنّى أن تتحسّن الأمور هنا ولو قليلاً، لكنّ هذه البلاد التي أنهكها الخراب، تطرده كلّ يومٍ بشتّى الطّرق، ولا تكفّ عن نصب الفخاخ ورفع الجدران في وجه أحلامه.

«الأشياء المخبّأة ستخرج في النّهاية حتّى لو غلّقنا الأبواب»

من أجل أن تعيش، ينبغي أن تجعلَ نفسَك تموت، ولهذا استسلم كثيرون، لأنّهم مهما ناضلوا بشدة، فإنّهم يعرفون أنّ الخسارة أمرٌ محتوم.

‫ في بلاد الأشياء الأخيرة- بول أوستر

من أجل أن تعيش، ينبغي أن تجعلَ نفسَك تموت، ولهذا استسلم كثيرون، لأنّهم مهما ناضلوا بشدة، فإنّهم يعرفون أنّ الخسارة أمرٌ محتوم.

‫ في بلاد الأشياء الأخيرة- بول أوستر

من أجل أن تعيش، ينبغي أن تجعلَ نفسَك تموت، ولهذا استسلم كثيرون، لأنّهم مهما ناضلوا بشدة، فإنّهم يعرفون أنّ الخسارة أمرٌ محتوم.

‫ في بلاد الأشياء الأخيرة- بول أوستر

ولستُ سوى رميةِ النّردِ

‫ ما بينَ مفترسٍ وفريسةْ

‫ ربحتُ مزيداً من الصّحو

‫ لا لأكونَ سعيداً بليلتيَ المقمرةْ

‫ بل لكي أشهدَ المجزرةْ

إلى سوزانا:

‫ ها أنا مرّة أخرى أفشل في الكتابة عنكِ، بعضُ الخساراتِ يا صديقتي لا تُكتَب.

من أجل أن تعيش، ينبغي أن تجعلَ نفسَك تموت، ولهذا استسلم كثيرون، لأنّهم مهما ناضلوا بشدة، فإنّهم يعرفون أنّ الخسارة أمرٌ محتوم.

‫ في بلاد الأشياء الأخيرة- بول أوستر

العملية