اقتباسات ياسر ثابت

لمن نصقل سيوفنا أيها الفراغ؟

‫ لنهارٍ مخذول يشبه فعلَ الشفقة..

نسلكُ دربَ الاغتراب

‫ بعد أن تحولت حياتنا إلى مطاردة،

نبصرُ الحياة كما سلالة منقرضة

‫ بسماءٍ سجينة

‫ وقلوبٍ كسيرة

صرتُ مُنهكـًا، ربما أكثر مما يجب

‫ استنزفتني حروبُ الآخرين

تُحتضَر أحلامي الوردية بسبب الكسل،

هذه اللحظة الحُرة المنسية المنفلتة من الزمن، مثل معجزةٍ مبهمة، هي في جوهرها إحساسٌ عابرٌ بالأبدية.

الشِعر هو الجنوح، والجنون، والتأهب للضياع. أن تجلب السعادة من أقاصي الألم. هو العبق، والبريق، والانخطاف، والتحليق والموهبة. ذلك أن الاتكاء على جمال اللغة وحدها لا يصنع شعرًا أو أدبًا كما قال أندريه جيد.

القصائد عندي حنينٌ ترتج له أقراط الكون، وهي أيضًا رغبة في قتل الشعور بالفقد. إنها ثقلٌ مرهق للأعصاب والذاكرة والقلب

وإذا كان الشِعر يتعلّق بحياتنا نفسها، وهذا العالم القَلِق الذي يحاصرنا من كل جانب، فإن الصور الشعرية هي التجلي الأكبر لجماليات هذا القلق الإبداعي.

القصيدة هي بطاقتنا البريدية التي تُلوِّن أيامنا، والثمرة الناضجة التي تتدلى من شجرة المعرفة.

في زمن الشك والدوغمائيات، ربما تكون القصيدة هي يقيننا الأخير.

فقط كُن ابن الحدس الذي يعيد ترتيب أبجدية الحياة بأكبر قدرٍ من الحرية والكبرياء.

هكذا تحيكُ القصيدة شالًا لحبيبٍ غائب.

عزاؤنا البسيط أن أقدارنا، التي تتربص بنا في إحدى الزوايا مثل لص حقائب، رمتنا إلى ترهات الحياة ونحن نمضي بخطى سريعة نحو المجد أو الهاوية.

وفي الشعر، ذلك اللغز الذي يتعذر اختراقه، نوظفُ الحروفَ للفرح المؤجل وتوسل الدفء واستعادة الحلم واكتشاف الذات. هكذا نضع فتاتَ أرواحنا على الشرفة كي تلتقطه طيورٌ عابرة.

الشِعر تجربة تُعاش وليس مجرّد إحساس أو تفكير تحت عناوين مختلفة.

الشعر بالنسبة لي ليس مجرد ترفٍ أدبي، بل هو وسيلة للتواصل مع العالم والتعبير عما يجول في أعماق القلب والروح.

نحن لا نكتب لننشر، ولكن لنحيا. الحياة هي البُعد المطلق للإنسان، وكيفما كانت عابرة، فالشعر هو إعلاءٌ لهذا البُعد.

وحين تنظمُ الشعرَ تتعرضُ لخدشٍ فلسفي اسمه الأمل.

لا يمكن للشعر أن يروي القصة بأكملها، لكنه يمنحك -على الأقل- فرصة كي ترى أعماقك، وتنظر عبر النوافذ المغلقة، علَّك تعثر على خبيئة الطمأنينة.