اقتباسات نورمان فنكلستاين

مصر بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، إذ أغلقت نحو 1,500 نفق تجاري تمتد من غزة إلى سيناء. ولاحقًا، عندما أغرقت مصر الأنفاق المتبقية (بزعم رغبتها في منع تهريب الأسلحة)، امتدح وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال ستيانيتز، هذا الإجراء بوصفه «حلًا جيدًا»

حسرة

الاستثناء الوحيد الذي حفظ للمجتمع الدولي بعض مكانته، فهو كتلة دول أمريكا اللاتينية. ففي إظهار مشرّف للتضامن الإيثاري مع غزة المحاصرة، أعربت حكومات الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وتشيلي وإلسلفادور وبيرو والأوروغواي وفنزويلا عن اشمئزازها من التصرفات الإسرائيلي

ولكن بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، انقلبت مصر على حماس على نحو انتقامي، في حين كانت تركيا مشغولة بسورية وعالقة فيها أما ما يسمى الشارع العربي، الذي كان غائصًا في نزاعات داخلية وأزمات إنسانية في أجزاء كبيرة من العالم العربي،

لم تضغط الولايات المتحدة علنًا على إسرائيل كي تكف عن اعتدائها، بل على العكس، فقد أومأ الرئيس باراك أوباما أو الناطق باسمه، وعلى نحو مطيع، إلى «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، في الوقت الذي تغاضيا فيه عن فظائع الجيش.

وأوباما الآن يتصنع البكاء على غزة

وللتخفيف من تأثير الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في غزة، عمدت إسرائيل كعادتها إلى اتهام حماس باستخدام المدنيين «كدروع بشرية»

لم يتغير شيء

من 1,500 مدني حتفهم في غزة أثناء عملية الجرف الصامد. (بلغ عدد القتلى في إسرائيل ستة مدنيين)

وتعرض السكان المدنيون والبنية التحتية – المنازل والمتجار والمدارس والجوامع والمستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات الكهرباء ومحطات التنقية والملاجئ المدنية والمدنيون الفارون المذعورون – لهجمات متواصلة ومتعمدة وغير متناسبة ومن دون تمييز وتورد التقارير أن إسرائيل أطلقت 20,000 قذيفة مدفعية

والحديث عن ٢٠١٤

وقُتل أثناء عملية الرصاص المصبوب نحو 350 طفلًا، ودُمر 6,000 منزل، في حين قُتل في عملية الجرف الصامد 550 طفلًا ودُمّر 18,000 منزل وخلفت إسرائيل وراءها في عملية الرصاص المصبوب 600,000 طن من الأنقاض، في حين خلّفت 2,5 مليون طن

فبعد أن دمرت منشآت مدنية حكومية في غزة، خرج موقع صحيفة نيويورك تايمز بعنوان «إسرائيل تستهدف منشآت مدنية»، وبعد ساعات من ذلك مُسخ العنوان إلى «منشآت حكومية» (على ما يبدو استجابة لشكاوى رفعها أعوان إسرائيل).

ويرجع القرار الإسرائيلي بكبح قوتها العنيفة في عام 2012 إلى مجموعة من الظروف السياسية الفريدة التي جرت في إطارها عملية عمود السحاب:

مصر وتركيا لن تقفا مكتوفا الأيدي إن حدث اجتياح بري.

تقرير غولدستون.

كثير من الصحفيين الأجانب في غزة، بينما في عملية الرصاص المصبوب إسرائيل وحسني مبارك عزلا غزة عن العالم.

وعلقت مجموعة الأزمات الدولية على نحو حاذق بالقول «إن جوهر عملية عمود السحاب يتمثل في إثبات أن هذه الثقة التي شعرت بها حماس حديثًا كانت سابقة لأوانها ومبالغًا فيها، وأنه رغم اليقظة الإسلامية، فإن التغييرات في الشرق الأوسط الجديد لم تحدث كثيرا من التغيير.

وفي ميدان آخر، حققت الجامعة الإسلامية في غزة نصرًا دبلوماسيًا في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 إذ نظمت مؤتمرًا أكاديميًا شارك فيه متخصص علم اللسانيات الأمريكي الشهير نُوَام تشومسكي.(847) وكان نجم حماس يصعد ببطء ولكن بثبات، وذلك على حساب السلطة الفلسطينية

فازت حركة الأخوان المسلمين، القرين الأيديولوجي لحماس، بأول انتخابات ديمقراطية في مصر في حزيران/ يونيو 2012، كما قام أمير قطر بزيارة إلى غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 ووعد بتقديم مساعدات بقيمة 400 مليون دولار، وكان من المقرر أن يصل أردوغان ووعدت السعودية بزيادة استثماراتها في غزة، وحدثت طفرة إنشائية ونقص في البطالة.

وإذا كان هدف إسرائيل هو استعادة الهدوء على حدودها الجنوبية، فلماذا أثارت جولة العنف الجديدة باغتيالها القائد العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، الذي كان المحاور الرئيسي لإسرائيل في غزة ؟

«الهدف: تتمثل أهداف الرحلة في خلق وعي بين الجمهور العالمي والمنظمات الدولية بشأن الحصار الإنساني والظالم على فلسطين والمساهمة في إنهاء الحصار الذي ينتهك حقوق الإنسان بصورة واضحة، وإيصال إغاثة إنسانية للفلسطينيين»

كانت هذه تهمة سفينة مافي مرمرة!

اعتادت إسرائيل أن يتحمل الزعماء العرب والمسلمون بوداعة الضربات المهينة التي تسددها إليهم إسرائيل، فلو كان جنود القوات الخاصة الإسرائيليون قد قتلوا تسعة مصريين في قافلة إنسانية، لكان من شبه المؤكد أن يتغاضى الرئيس المصري حسني مبارك عن ذلك.

واستذكر ضابط خدم في مقر فرقة عسكرية أن سياسة الجيش الإسرائيلي تلخصت في ضمان «صفر خطر، بالمعنى الحرفي للعبارة، على الجنود»

علق قائد عسكري إسرائيلي سابق في غزة قائلًا «لا يمكنك أن تكيل اللكمات، وأن تترك الفلسطينيين في غزة في الضنك الاقتصادي الذي يعانونه الآن، وأن تتوقع من حماس أن تتفرج فقط وألّا تفعل شيئًا»

إن استخدام «القوة المفرطة» … يثبت أن إسرائيل هي مالك الساحة. … لقد كانت صور الدمار موجهة للعيون الإسرائيلية، المتعطشة للانتقام واستعادة الكرامة الوطنية، أكثر مما هي موجهة لأعداء إسرائيل»

لجوء إسرائيل إلى هذا الترويع الصرف يكشف بدوره عن التراجع النسبي لجيش الدفاع الإسرائيلي كقوة مقاتلة