اقتباسات سركون بولص

الاختبارية هي كلمة السِّر، أي أن الحقائق اللانهائية موجودة مبطّنة في اللغة نفسها

يمكنني طبعًا أن أفسِّر هذه الذاكرة من دون أن أرتعش من فرط المهاوي التي كانت تعترِضُ طريقي أينما ذهبت، وأعتقد أن الغنى أو الثراء أتاني من هذه المغامرة. المهمّ فيها أنني لم أتعب من المجازفة، لم أكن أسعى إلى التأكد من السلامة قبل أن أخطو خطوة، فقد خطوت الخطى كاملة الى نهاية الرحلة من دون ان افكر لا في السلامة ولا في الأمان.

فلِلكلمة، كما ترى، قوة لا نعرف مداها

كيف يكتُبُ قصيدته، وكيف يقْرَأُها، وما دور القراءة (القراءة أو الإنشاد) في تشكيل إيقاع القصيدة

إنه نبّاش. الشاعر نبّاش، لا في مزبلة بل في كومة هائلة أو في هرم هائل من الوقائع. إنه لا يفرّط بها لأنه يدري أن هناك إمكانية للعثور في تلك الكومة الهائلة على دبّوس ذهبي أو على لؤلؤة صغيرة…

وهذه الرسالة الحقيقية للشاعر، إنها رسالة غامضة، ولا أعرف أي شاعر في العالم قد فهم رسالته، إلا ربما في لحظة موته.

أنا أرفض أن أكون مرشدًا، فأنا لا أكتب أية إرشادات للقارئ، لأنني أنتظر أن يكتشفها بنفسه لتكون مفاجئة، وإذا لم يكتشفها فهذه ليست مشكلتي، ليفهم ما يفهم

فحينما تكتب القصيدة فإنك تكون مهمومًا بها، بالشعر، بالتعبير، بالجنون الذي يكمن في عملية الكتابة وليس بمن سيقرأوك، فقد يأتي قارئك في زمان ما، وربما هو الآن في مكان ما

إن الشعر التافه هو الذي لا يحارب وهو ليس جديرًا بالحراب، لكن الشاعر الحقيقي يحارب، وهذا برهان

سركون بولص شاعر عميق جدًا لا يحتفي بالبريق ولا تغريه الأضواء، لا يوهم نفسه بمديح متملق ولا ينهزم أمام نقد حقود، في قصيدته تجد ثمة شيئًا من الاكتفاء الذاتي، بمعنى أنها لا تتوسل شعريتها من الخارج، ولا تعتمد على الوعي

وهكذا يكون لك اكتمال نضوجك الشعري بأنّ ترى العالم. الشعر في البداية فضول عن العالم والأشياء، عن المادة التي تكتبها وكل التجارب التي تحدث في هذه الأسفار تساهم في تركيب شخصيتك، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

صوت الشاعر لا يكذب، الكذب غير ممكن في الشعر، ممكن ولكنّه ينفضح، الكذاب يمكن أن يقع في الفخ

بودلير هو الذي قال «الكاهن والجندي والشاعر، هؤلاء هم أعمدة المجتمع»

وكانت عندي مقاومة غريزية أنّني هنا سباح والبحر كبير ولا يكفي أن تكون سباحًا وإنّما عليك أن تكون سباحًا ماهرًا، وكيف تكون سباحًا ماهرًا؟ في التدرب على معرفة طبيعة المياه، معرفة التيار، قوة الموجة

بحيث إنّ اللغة هنا نوع من الجناح

لم يكن هناك في حياتي كلّها شيء أعمق من تلك السنوات، لربّما سنتان أو ثلاث، قضيناها أنا وجان دمو نتغزل في العالم ليلًا ونهارًا أحيانًا طوال الليل نسير في الشوارع ونتكلم عن هذا الموضوع الرهيب الذي اكتشفناه وهو الشعر.

الطفل يعيش بعالم خاص به والعالم كله مجرد كرنفال بالنسبة إليه

الطفولة لا تعبأ بالعالم كما يحدث للبالغ أو الراشد

إنّ المفردة الواحدة تعني بالنسبة للشاعر الذي يكتب بهذه الطريقة… تعني الكثير، لذلك: صخرة، طائر، إنّها ليست مجرد تسميات وإنمّا لها عقدة من الخيوط التي تمتد من تلك اللحظة في الزمن إلى الحاضر، هذا هو الاشتباك الذي يعجبني في الشعر

لقد بدوا لي وحيدين جدًا كأنَّهم يبكون باستجداء من فرط العزلة.