اقتباسات بول أوستر

فإن غرابة الشعور بأنّك تُجَوَّف هكذا من داخلك كانت تَعْلَق لساعات لاحقة، ولم يكن شعورًا جيدًا، لكنه لم يُخِفْكَ ولم يُزْعِجْك، وبقَدْر ما تعرف فلم يكن يوجد أي سبب يمكن تعرُّفه، لا الإجهاد مثلًا، ولا الإرهاق الجسدي، ولم تملك هذه الهُنَيْهات في غداتها ورواحها عليك أيّ نمط، إذ كانت تحدث سواء أكنت وحدك أم مع الناس كان إحساسًا عجيبًا بأنك غطَتَّ في النوم وعيناك مفتوحتان، ولكن تظل عارفًا في الوقت نفسه أنك مستيقظ، واعيًا بمكانك، ولكنك بنحوٍ ما لستَ في المكان الذي تظنه ألبتة، كأنك تَعُومُ خارج نفسك، كأنك شبَحٌ بلا وزنٍ ولا مادّة، كأنك صَدَفَةٌ غير مسكونة من اللحم

ولمّا كنتَ تشعر بذاتيّتك تقطُر منك شيئًا فشيئًا، كنتَ تمشي متجوِّلًا في حال من التصدُّع الذهني المشدوه، غير واثق إن كنتَ في اليوم الفائت أو القادم، ولا واثقٍ إنْ كانَ العالم قُدَّامك حقيقيًّا أو من نسجِ خيالِ شخص آخر.

ففي هذه الأرض علَّمتَ نفسك كيف تكون وحيدًا، وليس لذهن المرء أن يجري حرًّا طليقًا إلا عندما يكون وحيدًا.

تتكون العبقرية من 1% من الإلهام، و99% من العَرَق

تساءلتَ مع نفسك لِمَ على هؤلاء الناس أن يعيشوا بأقلّ القليل، وبأقل من ما عشتَ عليه أنت كثيرًا، أنت الهانئ والمستريح أيما استراحة في منزلك الوَثِير الواقع في الضواحي، وهم في غُرَفهم القاحلة بأثاثها الخَرِب أو المحتوية بالكاد على شيء منه.

فإنك لم تَحْتَجْ إلا إلى أن ترفع رأسك وتنظر من حولك حتى تدرك أن العالم لم يكن عادلًا، وأن بعض الناس عانى أكثر من غيره، وأن كلمة مُسَاوٍ كانت في واقع الأمر نسبيةً

في آخر المطاف، شئتُ أمْ أبيْتُ، أدركتُ كلّ الإدراك أنّ ميك كان له شيءٌ أكثرُ من الحظّ، كان شخصا يجترحُ حظّه الخاصّ .

أُسْلِمَ أمْرَ هذه التجربة المُؤلمةِ للنّسْيان

وإذْ يبلُغُ المرءُ مرحلةً مُعيّنةً من حياته، فإنّه يُدرك أنه يقضي أيامه في صُحبة الموتى، بقدر ما يقضي أيّامَه في رُفقة الأحْياء .

حين نكون في البحر ينْصَرِم الزمن بطريقةٍ مغايرةٍ

ثمّة شيءٌ مُنَوِّمٌ في هذا المكانِ. وبعد يومٍ هادئٍ يمكن للشُّعورِ بالهناءةِ الذي يغْمُرك أنّ يكون مُسْكِراً،

أعتقد أنّ المرء ينبغي له أنْ يبدأ عمله في مجالٍ مّا، ولا شكّ أنّي لا أتقدّمُ سريعاً مثلما كنت أرغبُ في ذلك، غير أنّي أتقدّمُ على الأقلّ كنت أشُدُّ مِن أَزْرِي، وأتقدّم خُطوةً خُطوةً، وأنا أترنَّحُ، لأنّني لم أتعلّمْ الجريَ

اِنْسحبْتُ وأنا مُستعدٌّ لجميع الاحتمالات، كنتُ أتوقّعُ أنْ يكونَ السُّقوطُ مريعاً، غير أنّ شيئاً من هذا لم يحدث، بل على العكس من ذلك، وجدتُ نفسي أحلّق كريشةٍ في الهواء، وخلال بضعة أشْهُرٍ شعرْتُ بأنّي أكثرُ تحرُّراً وحُبوراً من ذي

في غضون أسبوعيْن أضحت الشوارعُ عندي شَأْناً شخصيّاً تماماً، خريطةً لمجالي الداخليِّ،

تختارنا الكتابةُ أكثر مِمّا نخْتارُها،

❞ اشتمل موقفه ذلك على نوع من البدائية الإدراكيّة، ❝

مستعدّ لدفع آخر قرش معه لمتسوِّل في الشارع، ليس بدافع الشفقة أو العطف، ولكنْ، لشاعريّة الفعل نفسها ومهما اجتهد في العمل، مهما بلغ أداؤه للمهامّ الوضيعة وغالباً السخيفة التي تُوكَل إليه من الإتقان، فإنَّ هكتور يوحي بحسِّ التجرُّد، وكأنه بصورة

بها لقد ابتكرتْ تركيبة خاصة للعين، عِلمَ نحوٍ خاصّ بعلم الحركة، وباستثناء الأزياء والسيارات والأثاث الغريب في الخلفية، لا شيء يمكن أنْ يعفو عليه الزمن وقيل إنها تُرجِمتْ إلى حركة، وأنها الإرادة الإنسانية عبَّرتْ عن نفسها عبر الجسد الإنساني، ولذلك

‫ ”أرى أنك لا تزالين تتمتعين بالمشروب“، قلت لها.

‫ ”المشروبات، المال، الجنس. هذه هي الحقائق الأزلية“.

‫ ”في ذلك الترتيب؟“.

‫ ”في أي ترتيب تريده. فمن دونها يتحول العالم إلى مكانٍ حزين وبائس“.

”الموت ليس بهذه الفظاعة يا وولت فعندما يصل الرجل إلى نهاية الرحلة، فهو الشيء الوحيد الذي يرغب فيه“ ‫ ”لن أفعل ذلك ولا في ألف سنة يمكنك أن تطلب مني ذلك حتى يوم القيامة، لكنني لن أرفع يدي في وجهك“