اقتباسات ساجد العبدلي

ليس الهدف من الكتاب هو تخديرنا أو تسليتنا فقط.. وليس هو شيء نمرّ عليه هكذا كما نحن.. هو تجربة لا بد أن تضع فيك شيئاً جديداً او تصنع منك، كما يقول فرانسيس بيكون، إنساناً أفضل..

إن القراءة تهب الإنسان خلاصة فكر من يقرأ لهم، لأنها تمده بالمعرفة التي اودعوها أوراق كتبهم، وهي تلك التي امضوا أياماً وشهوراً وسنين من أعمارهم وهم يكتبونها.

كل البشر على هذه الأرض، على اختلاف مللهم ونحلهم وأديانهم وألوانهم، يدركون اهمية القراءة ولا ينكرونها، لكن أغلبهم بالرغم من ذلك لا يمارسونها. وعبر سنوات طويلة من تداول هذا الموضوع، والنظر في أحوال القراء، وصلت إلى قناعة راسخة مؤداها أنه ولكي تصبح قارئا نشطا، شغوفا بالقراءة، فلابد أن يرتبط الأمر عندك بحاجة من حاجاتك الأساسية برابط ما، وذلك لأنه وفقا لما يقوله علم النفس، فإن كل إدراك عقلي مهما كان نوعه، لا يصبح محل تطبيق إلا حين يكون مرتبطا بشكل وثيق بحاجة من الحاجات الأساسية التي أوردها العالم الأمريكي إبراهان ناسلو (1908-1970) في نظريته الشهيرة عن سلم الحاجات. والقراءة جزء من هذا...

❞ «من يقبلون المختلفين عنهم، ويقدرون الاختلاف، هم من يشعرون بالراحة النفسية العميقة» ❝

❞ مزاجك هو أغلى ما تملك، فاجعله مرتفعًا لتقرأ ولتكتب ولتعمل ولتتفاعل بإيجابية، ولهذا لا تعطي أي مخلوق فرصة لتعكيره. ❝

❞ مزاج الإنسان هو المتحكم فيه رغمًا عن أنفه ❝

❞ كم من الأشياء الجميلة الأخرى التي نمر بها دون وعي، ودون أن نشعر بقيمتها، ودون أن نعطيَها حقها! ❝

كما لا يجب أن يقع القارئ في فخ الالتزام نحو قراءة الكتاب بالكامل لمجرد أنه يقتنيه.

" طريقة القراءة تفرضها الكتب عليك .. إلا إذا اخترت أنت تجاوز هذا الطلب والسرعة في تجاوز التجربة .. هناك كتب تهزّك وتصدمك مثل المطبّات في الطريق .. لابد أن تفرمل وإلا أصبت سيارتك بأضرار جسيمة .. وأنت تفعل كذلك في قراءتك للكتاب الذي يتطلب منك التمهّل و القراءة بعمق"

الافكار صيد والكتابة قيد

الكتب الجيدة هي تلك التي تمتلك القوة الكافية للبقاء في الأذهان، والسحر اللازم لملامسة نفوس القراء، حتى وإن لم تتصدر قوائم الكتب الأعلى مبيعا.

دائما خذ كتابك معك.. حتى وإن لم تقرأه لا يهم.. سيذكرك دائما ويثير فضولك.

سيكتشف القارئ بأن القراءة وعندما يصل إلى مستوياتها المتقدمة عملية ثناية الاتجاه تجعله يعيش في علاقة حوار مع المؤلف.

القارئ الواعي لا يشتري الكتاب لجمال غلافه، وإنما يعرف كيف يدرك قيمة الكتاب، وقيمة ما يحتويه بعينه الفاحصة المدربة. ولهذا الأمر خطوات يمكن تعلمها والتدرب عليها سنأتي على ذكرها في قسم (كيف تنتقي كتابا) في الباب القادم.

‫رابعاً الحكم على أهمية كل كتاب على حدة

‫ يجب على القارئ الجيد أن يعرف كيف يتعامل مع كل كتاب على حدة، فليس كل كتاب مثل الآخر من حيث مقدار الوقت الذي يجب أن يصرف لقراءتها، وليست جميعها سواء من حيث مقدار الجهد الذي يجب أن يعطى لها، وليست جميعها تستحق القراءة لمرة أخرى، وهكذا.

إن الاستعداد النفسي لقبول التحدي المعرفي الذي سيواجهه القارئ في عالم القراءة الذي سينبسط أمامه ويتسع كلما توغل فيه أكثر، ضروري جدا حتى يواصل القارئ مسيرته الثقافية والمعرفية، ويضمن نموه الفكري المستمر.

إن الاستعداد النفسي لقبول التحدي المعرفي الذي سيواجهه القارئ في عالم القراءة الذي سينبسط أمامه ويتسع كلما توغل فيه أكثر، ضروري جدا حتى يواصل القارئ مسيرته الثقافية والمعرفية، ويضمن نموه الفكري المستمر.

إن الاستعداد النفسي لقبول التحدي المعرفي الذي سيواجهه القارئ في عالم القراءة الذي سينبسط أمامه ويتسع كلما توغل فيه أكثر، ضروري جدا حتى يواصل القارئ مسيرته الثقافية والمعرفية، ويضمن نموه الفكري المستمر.

ولننظر كذلك إلى اليابان، ذلك البلد الصغير بجغرافيته، الشحيح بموارده الطبيعية، لكن الغني بعناصره البشرية. قد لا يعرف كثير من الناس أن الأمية قد محيت تقريبا من اليابان منذ القرن التاسع عشر، وأن الإمبراطورية اليابانية كانت من القوة والمنعة أنها كادت تنتصر على الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، إلى أن ألقيت عليها القنبلة الذرية في أغسطس من العام ١٩٤٥م، ورغم أن تلك الحادثة المعروفة أعادت اليابان إلى نقطة الصفر، إلا أن اليابانيون انطلقوا بعدها من ركام الدمار إلى أن صاروا من أعظم القوى الصناعية في العالم في عصرنا الحالي

الحضارة الإسلامية وسنجدها وقد بلغت في وقت من الأوقات مبلغا عجيبا، يصعب تصديقه، حيث تملّك المسلمون العالم الذي عاصر حضارتهم على كل الأصعدة، وتفوقوا على كل الأمم التي جاورتهم وما كان هذا ليكون إلا لأنهم أدركوا مقتضيات قوله تعالى (اقرأ وربك الأكرم)، فطلبوا العلم حثيثا وبرعوا في كل مجال. أخذوا من معارف من سبقوهم، فتعلموها ونقحوها وأضافوا إليها، وانطلقوا منها إلى بناء حضارة من أعظم الحضارات التي عرفتها البشرية، وما كان هذا ليكون لولا أنه نبع من فهم صحيح وعميق لأهمية القراءة والتعلم.

يقول جودت سعيد:

‫ ”إن أول كلمة في آخر رسالة هي كلمة (اقرأ)، ولم تكن كلمة أخرى من الكلمات الأخلاقية أو العبادية التقليدية… إن النص يدل على الأمر بالقراءة، ويعقب الأمر بأن الرب أكرم، فصار هنا اجتماع بين القراءة وكرم الرب، أي أن القراءة وكرم الرب اقترنا في مكان واحد“.

‫ هذه السُنّة الإلهية التي جعلها الله في الأرض، أدركها غير المسلمين، وتناساها وأغفلها المسلمون في يوم من الأيام فكانت بداية النهاية للحقبة الزاهرة الماضية من عمر الحضارة الإسلامية!