عام كامل حتى وصلتها أولى الهمهمات، إن العامة يتحدثون عن قصص مُسربة، قصص مروية في شكل ليالٍ عن أميرهم عاشق القصص الغريبة، العاجز جنسيًّا، قصص لم يجتمع شملها قط، فكلٌّ يحكي جزءًا بسيطًا، يزيد له ويضيف ويغير ويتخيل ما قَبْلَه أو ما بَعْدَه، لكنه لا يجرؤ على التصريح به بصوت مرتفع، وإلا طار رأسه، حين وصلتها أولى الهمهات بعد عام وقد كانت على وشك فقدان الأمل، ضحكت، كانت مرتها الأولى التي تبتسم فيها في هذا القصر، ثم راحت تكمل حكايتها لرجلها المريض وللعامة الذين لا يعرفون من أين تنهال القصاصات المشوقة.
في أركان القصر تتهامس الخادمات أن القصص المجهولة التي تتهم الأمير بأنه قتل الفتيات من أجل عجزه، أصبح لها سعر، يتداولها البعض في السوق خفية، ويبيعونها خارج الحدود، حتى ازدادت النكات على شهريار، ووصل الأمر إلى أن أرسل له أعداؤه دمية قماشية على شاكلته ترتدي ملابسه، ملساء بلا أعضاء ذكرية، وألقوها في مخدعه فجُن جنونه، وكلما زاد جنونه زاد اهتياجه وعنفه في مضاجعة الأختين ورغبته العارمة في تفريغ شحنته بسماع قصص شهرزاد.
المؤلفون > هيثم دبور
هيثم دبور
135 مراجعة