اقتباسات عزت القمحاوي

لكنه انزلق في البكاء مثل سيارة هربت كوابحها على منحدر. بكى بهجة الاكتشاف، بكى تأخر الاكتشاف، بكى وحدته وافتقاده الأسرة.

فقده بعد ثلاثة وأربعين ساعة من التعرف الحقيقي عليه، كان موته أثقل من موت أبيه، الذي لم يرحل إلا بعد أن عرف كل شيء عنه، وأصبح لديه ما لا يُحصى من اللحظات التي يستعيدها فيستعيده، حتى لو كانت لحظات حزينة

حياتها ليست سهلة، لكنها تعيشها بغبطة، كما لو كانت خالية من أية منغصات

فالصور تُلتقط في المناسبات السعيدة فحسب، بينما تفرض الأحداث الحزينة والسعيدة نفسها على ذاكرته دونما اختيار منه.

لكن السعيد في الحب بوسعه أن يحب حتى أعداءه

أحس نفسه وسط دفء ذلك الجمع الذي أحبه «ما أجمل أن تشارك الآخرين حلمًا واحدًا»

«الأحبة لا يموتون! تبقى على الأقل الذكريات ويستطيع القلب المشتاق أن يصنع منها حياة جديدة».

كان ما يريحه أكثر ألا يأتيا على ذكر الوالدين، لأن ذلك يمكن أن يرد كلًا منهما إلى موقعه الأصلي. اكتفى بكونهما معًا تُغلِّفهما السكينة. أخوان فحسب، وليس لأحدهما إلا الآخر.

الوحدة في الليل تجعل القلب مصيدة للكوابيس، بينما يمسي السرير موطنًا للأحلام عند النوم بجوار شخص نحبه.

بدا له حنانها مثل شال خفيف من حرير شفاف لا يخفي عناد القوة.

أن الهزيمة لا تأتي من ضربات الحياة مهما كانت غاشمة، بل تنبع من القلب.

لكنها تعرف أنه أحب الغامض فيها قبل أن يحب الواضح الملموس، ويومًا بعد يوم صار يحب كل من له صلة بها،

لكنها تعرف أنه أحب الغامض فيها قبل أن يحب الواضح الملموس، ويومًا بعد يوم صار يحب كل من له صلة بها،

ولأن الحياة لا يمكن أن تستجيب لأمنيات كل هذا العدد الهائل من البشر، لم تتحقق له أمنية العيش معها في بيت واحد حتى الآن،

فالموت ثقيل، ثقيل جدًا، هو أثقل شيء في الحياة.

لو لم يُصرِّ على رؤية وجهه في ثلاجة الموتى، ربما بقي الموت في حدوده كعرض غاب بعده البطل في عتمة الكواليس، لكنه للأسف رأى سكونه النهائي بعينيه.

ليس التاريخ سوى عرض، يبدأ لينتهي ثم يبدأ من جديد، لا يتغير فيه إلا أسماء الأبطال الذين يقفون على المسرح، ولا يدركون أنهم أنفسهم الشيء الجديد الوحيد في العرض، وأنهم كغيرهم سينتهون ذات يوم، ويصبحون مجرد غبار كالنسيان.

بدأ إحساسه بالوحدة يتصاعد، حتى صارت تؤلمه كندبة

ظل لسنوات طويلة لا يعرف إلا بشكل غائم معاني كلمات مثل الخير والشر والضغينة. لكنه لم يلجأ إلى الانتقام مطلقًا.

أما هو فلم يلتفت إلى سذاجة الكبار وسوء ظنون الصغار، وتعايش مع رؤاه وتهيؤاته، منسجمًا مع الحياة بوصفها عرضًا مسليًا.