مدن الحليب والثلج > مراجعات رواية مدن الحليب والثلج > مراجعة عبدالعزيز المقهوي

مدن الحليب والثلج - جليلة السيد
تحميل الكتاب

مدن الحليب والثلج

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

صَدَرَ الإصدار الثاني للكاتبة البحرينية جليلة السيد بعنوان "مدن الحليب والثلج"، حيث تُبحر الكاتبة مع القراء في بحر المواضيع الجريئة من خلال شخصية الرواية "لولوة" بلغة جميلة خفيفة، تنقلك بين عوالم ومشاعر مختلفة، فتَتَعاطف مع بطلة الرواية أحيانًا وتَلومُها أحيانًا أخرى.

اليتَمُ الذي ترك شخصية الرواية تواجه قسوة الحياة بدون سند حقيقي، وكأنها قطعة أثاث قديمة في المنزل يجب التخلص منها. وتَصِرُّ الكاتبة على إيلام القارئ بنقل صورة أخرى من اليتم، تتجلى في تخلِّي الزوج عن كل مسؤولياته تجاه أبنائه بعد الانفصال، فلا أمان ولا حضن يحتضن الأبناء.

وقَدمَت الكاتبة بشكل مبدع قضايا أخرى، منها التحرش الجنسي بالأطفال من قبل مَنْ لا نتوقع خيانة الثقة، وتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها في قالب متناغم مع أحداث القصة.

ومع انتقال أحداث الرواية إلى السويد، تُبدع السيد بصورة جميلة في إيصال رسالة مهمة مفادها أنه لا بديل للوطن مهما كانت الظروف صعبة، فربما تنعم باستقرار اقتصادي وأمني في الغربة، ولكن تبقى الحياة قاسيةً تجبرك على التنازل عن بعض قيمك الدينية والاجتماعية والثقافية. ومن هناك عَرَجَت السيد على موضوع حضانة الأطفال وسَحْبهم من أهاليهم بطريقة إجرامية تحت ذرائع واهية.

ويبدو جليًّا ميل الكاتبة للإبحار قليلاً في عالم السياسة، كما كانت في روايتها الأولى "أنا لستُ لي"، لتكمل الجو العام المؤثر في شخصيات الرواية وانعكاسه على الحياة الاجتماعية للشعوب العربية.. وهو طرح يجعل الكاتبة تمشي على حَدِّ السيف في مجتمع يعيش انقسامًا سياسيًّا حادًّا.

رواية "مدن الحليب والثلج"… تستحق القراءة وتُثبِت موهبة الكاتبة في سماء الثقافة العربية.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق