مدن الحليب والثلج > مراجعات رواية مدن الحليب والثلج > مراجعة Sima Hattab

مدن الحليب والثلج - جليلة السيد
تحميل الكتاب

مدن الحليب والثلج

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

اسم الكتاب: مدن الحليب والثلج

اسم الكاتب: جليلة السيد

الناشر: الرافدين

أقوى الروابط على وجه الأرض رابطة الامومة تلك الرابطة التي لا تعادلها أي رابطة سواء لبني البشر او الحيوان فالأم تفعل أي شيئ في سبيل بقاء أبنائها بخير وقد تضحي بحياتها لأجل أن يعيشوا حياة كريمة.

في رواية مدن الحليب والثلج طرحت الامومة المنتزعة بحليب لولوة بطلت الرواية وصقيع بلاد الهجرة التي تأخذ في طريهقها كل ما لا يناسبها ونحن الذين نعتقد أن خلاصنا بالهجرة خارج أوطاننا. تناولت حياة لولوة في بلاد ثلاث البحرين سوريا والسويد تتطور فيها حياة لولوة وتتقاطع ظروفها النفسية والمعيشية لتظره لنا صورة الأم المقاتلة التي ينتزع منها أطفالها وتحارب وحدها لاستعادتهم.

لولوة بحريينة الأب سوربة الأم ابنة الزوجة الثانية لم تكن الأخت المحبوبة لأخوتها فهي ابنة الزوجة الثانية ومن جنسية أخرى لذلك كانت تعامل معاملة مختلفة ويجورون عليها لاجل ذلك لم يرحمو صغر سنها فقاموا بتزويجها لصديق أحد أخوتها وأنجبت منه جمان إلا أن هذا الرجل سكير بخيل يضربها ويضرب ابنته ويطردها من المنزل ليلاً ونهاراً دون مراعاة لحرمة أو أي شيء إلى أن حصلت على الطلاق وهو الأمر المرفوض لدى أخوتها ويعتبر وصمة عار بالنسبة إليهم وعليهم أن يزوجوها سريعاً فلا يجوز أن تبقى مطلقة وهنا إشارة إلى نفوذ العادات القديمة التي لا زالت تتحكم في المرأة وتقودها وكأنها لا تستطيع التصرف.

في حياتنا يمر أشخاص كثر ويقترب منا أشخاص كثر ولكن ليس كل من تقرب منا هو انسان قد يكون ذئباً بوجه انسان يغزل كلاماً معسولاً ليدمر حياتنا ويشمنا بأبشع الوشم وهذا هو التحدي الجديد الذي واجه لولوة في خوضها غمار حياتها وبحثها عن الاستقرار وبدء حياة جديدة ففي غمرة سعادتها بعثورها على نصفها الثاني وعوض الله تكتشف انها دفعت ثمناً باهظاَ وهو تعرض ابنتها للتحرش. لتطرح الكاتبة هنا الاثار النفسية التي عانت منها الابنة والأم لتخطي هذا الموضوع والعلاقة المضطربة التي اصبحت بين الام وابنتها وكيفية معالجة الأم لهذا الحدث.

في ذات الوقت تطرقت الرواية إلى حياة ابن خال لولوة حبيبها من الصغر في سوريا الذي عاش حياته أيام نظام الأسد وحاول التخلص من هذه الحياة والهرب إلى الموصل والتطوع مع الدواعش نظراً لأمله أنهم سيحررون سوريا وسينتهي عصر النظام الذي شرد الكثيرين وهجرهم من بلادهم وقتلهم وأذابهم بحمض الأسيد إلا ان آماله باءت بالفشل فعاد مكسوراً مخذولاً مصاباً إلى سوريا يحمل جرحاً نافذاً ونفسية تحمل من الألم والعقد ما لا يتوقع فهل يا ترى بناء حياة جديدة يعيد توازنه النفسي ام ستبقى معه جروحه لا يتخلص منها.

هل من الممكن أن يبتسم القدر لنا ويعطينا أياماً أجمل ويعوضنا عن كل ما تعرضنا له كوننا نستحق الحياة أم أنها وكما يقول المثل الفلسطيني " أول بختك كرسي تحتك" فلولوة لن تجد السعادة حتى بارتباطها بابن خالها وسفرها إلى السويد وحلمها بالعيش حياة سعيدة مع زوجها وأولادها هناك مثلها مثل باقي المهاجرين، هل ندفع ثمن غربتنا بأن يسلبوا أطفالنا منا ينترعون أطفالنا من أحضان امهاتهم ويقوموا بتوزيعهم على عائلات أخرى بحجة اننا غير مأهلين نفسياً على تربيتهم من هي هذه المؤسسات التي تحدد أهليتنا من عدمها إنه التحدي الأول والأخير الذي طرحته الكاتبة والذي أظهرت به عواطف أمومة لولوة بطريقة ابداعية واحترافية

برغم تشابك المواضيع المطروحة في الرواية إلا أنها تأسرك من أول صفحة بها ولا تستطيع إلا إنهائها بجلسة واحدة تعيش مع شخصياتها المهم وأحزانهم تبكي عليهم رواية تستحق أن تقرأ

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق