جائني هذا الكتاب هدية
ويالها من هدية
اريد ان اشيد بالغلاف فهو رائع ومنطبق علي محتوى الكتاب بشكل لا يوصف
جحيم كامل داخل صفحات هذا الكتاب، السياسة لعبة قذرة لكن اقذر مافيها ما يمكن ان يفعله الانسان في أخيه الانسان من نفس دمه وفصيلته بل وأيضا جنسيته فقط لانه مختلف عنه فكريا او سياسيا
التعذيب شيء فوق مقدرة أي انسان علي الوصف وهذا ليس الكتاب الأول الذي اقراه من ادب السجون ويالغرابة جميع كتب هذا النوع من الادب تتشابه في محتواها ولكن يبقي الامر عصيا علي أي احد ان يصف ما جال بخاطره وهو يتعرض لاصناف لا قبل لنا بها من العذاب ولا يمكن ان تخطر علي بال احد
لماذا؟ حقيقة يفجعني هذا السؤال، لماذا علي أي احد ان يتعذب فقط من اجل فكرة في راسه، من اجل معتقد، من اجل أي شيء علي الاطلاق، فحتى اكثر السفاحين قتلى لا يستحق مثل هذا العذاب
كنت اقرا ما يتعرض له البطل واشعر بالالم يتمشى علي كل ارجاء جسدي وكأنه يتعاطف مع البطل وفي كل مرة يناديه ذلك المدعو حميد الذي كان معذب الكاتب وهو من يوجه له كل الكتاب كنت اشعر باني احترق من الداخل فقط حين قدومه فما بالك بشعور الكاتب نفسه وعذابه.
علي ان اشير لروعة ترجمة هذا الكتاب وعن الهوامش التي ماتركت تفصيلة الا وشرحتها وهو امر سهل علي فهم الكثير من الكتاب وبدى لي لوهلة ان الكتاب أصلا مكتوب بالعربية لم اشعر انه مترجم علي الاطلاق لطلاقة المترجم وقدرته علي تقريب المعنى والأسلوب
أسلوب الكاتب الساخر جعلني اضحك رغم رعب كل ارجاء الكتاب ولكن له قدرة علي التهكم يحسد عليها
في النهاية هذا الكتاب من افضل ما اطلقت دار المحروسة وهذا المترجم ساقرا له مجددا لانه فعلا مبدع، وأخيرا هذا الكتاب أتمنى ان لا اعود لقراءته ابدا ولا التية في ارجاءه المرعبة
واتمني لو يتوقف السجن والتعذيب لابد الابدين