الذين عرفوا أنهم غرباء > مراجعات رواية الذين عرفوا أنهم غرباء > مراجعة Rawia Saad

الذين عرفوا أنهم غرباء - بهاء عبد المجيد, إيمان الدواخلي
تحميل الكتاب

الذين عرفوا أنهم غرباء

تأليف (تأليف) (مشاركة) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

اسم العمل : الذين عرفوا أنهم غرباء

اسم المؤلف : بهاء عبد المجيد - إيمان الدواخلي

دار النشر : منشورات إيبيدي

عدد الصفحات : 250

يا حبايبنا فين وحشتونا؟

لسه فاكرينا ولا نسيتونا؟

ده إحنا في الغربة من الهوا دوبنا

وأنتوا في الغربة جوا في قلوبنا

إوعوا تفتكروا إننا توبنا

مهما فرقونا ولا بعدونا

كتب هذه القصيدة أحمد فؤاد نجم لصديق عمره الشيخ إمام ليعبر عن حنينه واشتياقه لمحبوبته أثناء فترة اعتقاله وليعبر عن شعور الغربة بالبعد عن الأحباب وهذا ما أكدت عليه الرواية.

-هناك أعمال لا تبوح بأسرارها وتكشف اللثام عن جوهرها المكنون إلا بعد معاناة والكثير من الصبر وهناك أعمال أيضاً يتجلي نورها ساطع حتي وإن كانت وجهتك إلي غير هدي أرشدتك إلي مكامن الجمال بها من أول صفحة ستعلم جيداً أنك أمام عمل لن تتركه حتي تنتهي من صفحاته عن آخرها وانت تحت تأثير سحر لا تعلم كنه ومصدره يأخذك من عالمك ويلقي بك في عالم شخوص تنبض تؤثر وتتأثر بالغربة ولكن مازال قلبها يحمل قدر من حب الحياة. أما التعبيرات الجمالية فهذه نوع آخر من السحر فعلى بساطتها تحمل بداخلها قدر كبير من النعومة والرقة.

حرقي في غُربتي سفني

لأنّني أقصيتُ عنْ أهلي، وعن وطني

وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَنِ

وتناهبَتْ قلبي الشجونُ فذُبتُ من شجَني

لأنني أبحَرتُ رغمَ الرّيحِ

أبحثُ في ديارِ السّحرِ عن زَمَني

وأردُّ نارَ القهْرِ عَنْ زهري، وعَنْ فَنَني عطّلتِ أحلامي

أنا في ابتساماتي عُرِفتُ ولم أزل حتى أتاني ما ينغص بسمتي

إن أسعفتني دمعتي في فرحتي أنزلتها طرباً لأرسم بهجتي

أو أسعفتني بالبكاء مرارة تتسابق العبرات تهجر مقلتي.

- هل الغربة قرار بالإجبار أم اختيار، هل فرضت علينا أم نحن من نسعي إليها وهل نحن على علم مسبق بها أم مع الأيام ندركها؟

- " الذين عرفوا أنهم غرباء" مفتتح لكل شئ حيث يظهر لنا قدرة المحروسة على ضم جميع البشر على اختلاف طوائفهم ودياناتهم وحتي جنسياتهم ف(ديفيد) يهودي جاء من اليونان، الشيخ (عبد الحميد) مسلم سني يدرس في الأزهر جاء من الفيوم، الشيخ (ياسين) شيعي جاء من العراق، الاستاذ (مجدي) مسيحي مصري اما عائلة مريم فهي مسلمة جاءت من فلسطين وبالرغم من كم التنوع هذا إلا أنه جمعتهم جميعاً علاقات طيبة يسودها الود تحت سماء هذا الوطن وتقبل كل منهم إختلاف الأخر وتعايش معه دون صدام.

- " أنا الغريب ولو كنت بين أهلي فإن الغريب غريب المكان والنفس" هذا البيت يعبر عن حالة السيد ( خاطر) الذي جاء قسراً من فلسطين إلي مصر وعلى الرغم من أنه يسكن بين أهله بنو عروبته ودينه ولكن الغربة تسكن قلبه بسبب حنينه واشتياقه الي تلك البقعة المباركة من أرض الله، كيف لا ونحن من لم نسكنها نحّن ونشتاق إليها بمقداره أو يزيد.

- في حكايات الأغراب تبقي الأماكن هي الشاهد الأقوى على من مروا بها تسجل خطواتهم وآثرهم وتحفظها لنا وبعد فنائهم تعيد سردها علينا وهنا يتنقل الكاتب بين الأماكن والمدن بخفة طائر لا يحمل هماً ولا يشعر بثقل جناحيه المنهكان من التحليق فيحط على كل مدينة ليستريح فيرينا الإسكندرية التي تجمع العديد من الجنسيات المختلفة ويقول عنها ❞ هذه المدينة على ما يبدو تريد أن تكون عالمًا مصغرًا، يكون قدوة للعالم الكبير في إمكانية وجود الكل معًا. ❝

ويرينا القاهرة بعبقها وسحرها الآخد للعقول وخاصة حارة اليهود التي سكنها ديفيد ويقول عنها ❞ لم تكن حارة واحدة، وإنما عدة حارات وأزقة تشكِّل متاهة تحتاج إلى بوصلة وخرائط، تشغلها محال كثيرة متعددة ومتنوعة، حَوانيت للملابس والأقمشة، حرائر مختلفة الألوان تصنع ملايين من أقواس قُزَح، قوارير من العطور تخترق الهواء فتعطي إحساسًا بالجنَّة، والسماء من فوقه ترسم قصورًا من السُّحُب، ولكن الشمس دافئة وحنون، فاسْتَبْشَرَ. ❝

ويكلمنا عن عالم القرية الصغير المنعزل عن العالم الأكبر فيقول على لسان الشيخ عبد الحميد ❞ قريتي بسيطة، ولا يهتمون بالتعليم، والعمدة رجل لا يحب العُلماء ويطردهم ويُضيِّقُ عليهم الخِناق، لا يريد عقولًا تناقش، وينتقي من دين الله ما يخدم مصالحه فقط. فهربت بديني. ❝ تنوع وتنقل مبهر بين الأماكن وكأن كل جزء قصة بمفردها.

- طوال العمل يؤكد الكاتب على عقيدة كل شخصية فديفيد جاء مصر ومعه نسخة من التوراة وكان يحرص على زيارة المعبد اليهودي والشيخ ياسين الشيعي المتشدد الذي قال عنه عبد الحميد أنه لا تفرق معه إلا كربلاء وعبد الحميد السني الوسطي المحب للأزهر وتلاوة القرآن من خلال هذه الأمثلة العقائدية يثبت لنا الكاتب المقولة التي جاءت علي لسان ديفيد ❞ إياك أن تظن أن دينًا وحده يعتنقه الطيبون.. ولا الأشرار يا عزيزي، ولا الأشرار! ❝

ما عكر صفو استمتاعي بالعمل هو حكاية سيد اخو الشيخ عبد الحميد لم تعجبني وأجد اندساسها بين سطور العمل بلا معني

اربكني أيضا خطأ في الصفحات الأخيرة وهو الخلط بين اسم مجدي صاحب الشيخ عبد الحميد واستبداله بمحسن.

هذه ليست حكاية ديفيد اليوناني ولا عبد الحميد المصري أو حتي ياسين العراقي وإنما حكاية غربة وتشتت حتي وإن كنت داخل حدود وطنك الأكبر الغربة ليست فقط بالجسد ولكن أيضاً بالروح.

في النهاية هو عمل يحمل بداخله ضوضاء المدن وتداخل أصوات البشر الآتين والراحلين كُتب بقلمان رشيقان يحملان قدراً كبيراً من الإبداع يكمل كل منهما الأخر حتي تظن أنه قلم واحد لم يُرفع عن الأوراق حتي إنتهائها.

#مراجعات_راويه

#مسابقات_مكتبة_وهبان

#كتاب_الشهر_في_مكتبة_وهبان

#مسابقة_ريفيوهات_الذين_عرفوا_أنهم_غرباء

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق