مدن الحليب والثلج > مراجعات رواية مدن الحليب والثلج > مراجعة هبة هنداوي

مدن الحليب والثلج - جليلة السيد
تحميل الكتاب

مدن الحليب والثلج

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مدن الحليب والثلج

رواية أسرتني بحزنها ومشاعرها المرهفة وصراعاتها التي لا تنتهي. تفاعلت معها في كل مشهد وكل مرحلة من حياة لآلئها التي أراد لها أصحابها التكريم فضنت به عليهن الحياة. (جمان) لؤلؤة سورية يتيمة شاءت لها الأقدار أن يحصدها رجل بحريني فأكرمها وأحبها وبادلته هي أضعافا مضاعفة. منحته لؤلؤة صغيرة تعهداها بالحب والرعاية فازداد بريقها حتى تكالبت عليها الضغائن وأجبرها الطمع على التشرد هي وأمها. باتتا في العراء بعد أن فقدتا قوقعة الحماية وحصنه المنيع. تأخذنا الرواية في رحلة (لولوة) الصغيرة ومعاناتها حتى وضعت لؤلؤة أخرى حملت اسم الجدة (جمان). تلاعبت أمواج الحياة باللآليء الثلاث. عشنا مشاعر الارتباط الطفولي وحب الصغار البريء الذي ازداد عمقا مع مرور الوقت. انتقلنا بين البحرين ودمشق وصراعات المرأة لاثبات وجودها وحقها في حياة كريمة ثم جرفت الأمواج اللؤلؤة الأم وابنتها جمان من بلاد العرب لبلاد الصقيع والثلج وقد دثرهما دفء لم الشمل واستعادة حب ضائع. هناك في السويد حيث ظنت الأم أن آن أوان الراحة والسعادة التي طال انتظارها أتت الرياح بما لا تشتهي السفن فوق الماء ولا اللآليء تحتها. تبدل الحال وبدأت صراع البقاء بين حضارتين وثقافتين. لم تسلم (جمان) الصغيرة من الوجه القبيح للإنسان فالأرض غير الأرض لكن الشر لم يتغير فلا هوية له ولا دين!

كفاح مستميت لإثبات الحق في الحياة والحق في الأمومة والأبوة. تموج بنا الرواية بين مواضيع شتى من الحب والفقد والخداع والحروب والثورات والظلم والتحرش وأطفال التوحد ومشاكل اللاجئين العرب ووصاية الغرب التي تبيح لهم ارتكاب جرائم ضد الطفولة وضد الإنسانية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. تنتهي الرواية ويخفو بريق اللآليء كلها وفي الحلق غصة وفي القلب شيء لا ينسى!

(مدن الحليب والثلج) حكاية لؤلؤة بيضاء حاولت الاحتفاظ

بنقائها فردمها بياض ثلج لا يبقي ولا يذر!

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق