مدن الحليب والثلج > مراجعات رواية مدن الحليب والثلج > مراجعة Hesham Wahdan

مدن الحليب والثلج - جليلة السيد
تحميل الكتاب

مدن الحليب والثلج

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

* المميزات / نقاط القوة *

- سردية ادبية مدمجة جمعت مختلف قضايا المرأة محلياً وخارجياً.

- شخصيات حيكت بعناية من قلب الواقع الأليم.

- النهاية انتصرت للانسانية.

-----

* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *

- الرواية مؤلمة جداً على الجانب الانساني. هي ملاحظة يجب ان يراعيها مرهفي الحس وذوي الحساسية الزائدة.

- لغة الحوار كانت محلية خالصة. هي مفهومة قطعاً لكن قد لا يستذيغها البعض.

- المجال كان يسمح لجرعة أكبر من التفاصيل في الاحداث والصراع وبالتالي مزيداً من المعاناة الانسانية.

-------------------------

مراجعة الرواية:

رواية قادمة لنا من دولة البحرين ترفع شعار المختصر المفيد. مجموعة من القضايا الشائكة الخاصة بالمرأة غزلتها الكاتبة في عدد متوسط من الصفحات مع الأحداث السياسية المتواترة التي تدور في خلفية الحدث. عنف أسري ، تحرش جنسي ، حماية مشبوهه للطفل باسم القانون وغيرها الكثير.

من خلال رحلة مكوكية من البحرين شرقاً الى السويد غرباً ومروراً بالعراق وسوريا في وسط الطريق ، نحن على موعد مع رواية تحمل الكثير من الرسائل القوية التي تجعلك تنظر للأمور بشكل أكثر عقلانية بعيداً عن الانبهار بغرب يدعي الحرية والتمدن وانكسار عربي يحتاج الى الكثير جداً من ترميم ذواتنا حتى نستعيد بعض العافية التي تمكننا من استكمال طريق الحياة.

* الفكرة / الحبكة *

( لولوة ) امرأة بحرينية - من أصل سوري - تلاعب بها القدر كثيراً وسحقها الزمن بلا رحمه تحت وطأة العنف الزوجي والأسري تارة وتحت الشعور المضني بالفقد والضياع والسلب لأطفالها تارة أخرى وبينهما الخيانة ممثلة في التخلي عنها في أشد احتياجها للسند والدعم.

امرأة جمعت عدة نساء في داخلها. المُعنفة دائماً ، المُهاجرة الباحثة عن وطن يحمل لها الأمان ، الحبيبة المغدورة ، الأم المكلومة واخيراً المرأة القوية التي قررت الصمود والمواجهة.

* السرد / البناء الدرامي *

ما يميز السرد هو سرعة الإيقاع رغم العديد من الأحداث والقضايا المتشابكة والتي تحتاج كل واحدة منها الى رواية منفصلة بحد ذاتها. انت تتألم وتعاني بشكل مستمر لكن لا وقت للمرثيات فهناك المزيد من الألم ينتظرك.

تبنت الكاتبة اسلوب الراوي المتكلم وهو الأفضل في رأيي. من خلاله تعيش المعاناة بشكل أعمق وتفهم جذور المشكلات وأصولها بدرجة وعي اكبر. ( لولوة ) تحكي لنا رحلتها بين البحرين والسويد ذهاباً حيث الحلم بالجنة الموعودة ثم اياباً بلا عودة بنعش يحمل نهاية أليمة.

البناء الدرامي اتخذ شكلاً تصاعدياً ، تخلله بعض المشاهد العكسية ، مما ساعد القارىء على احكام سيطرته على الخط الدرامي للرواية.

* الشخصيات *

نجحت الكاتبة في جعل القارىء متوحداً من شخصيات الرواية بشكل كبير. اقحمتك الكاتبة في عالم الشخصية مباشرة بدون الدخول في متاهات الوصف الخارجي والتمهيد لردود افعالها وطريقة تفكيرها. مع تقدم الأحداث تكتشف المزيد من التفاصيل الخاصة بكل شخصية.

يمكن وصفها بشخصيات غنية بالتفاصيل في قالب مدمج جداً بلا رتوش او زوائد لا تهم القارىء في شيء.

* اللغة / الحوار *

لغة السرد جاءت بالفصحى ولا توجد مشاكل. كل شيء سلس ومفهوم.

اما لغة الحوار فجاءت بالعامية التي تباينت بين البحرينية والسورية على حسب الموقف والحدث. اذا تكلمنا عن الفهم فلن يكون هذا عائق كبير لك خاصة اذا كنت ممن عاشوا فترة من حياتهم في بلدان الخليج العربي او من متابعي الدراما السورية.

شخصياً لا مشكلة عندي في هذا لكنها مسألة أذواق في نهاية الأمر ومدى تقبل القارىء لها من عدمه.

الأهم ان كل شخصية تحدثت بلسان حالها ، ثقافتها ومعاناتها الذاتية.

* النهاية *

ضربت الكاتبة بقوة على وتر الانكسار والانسحاق دون شك وهذا يحمل من الواقعية الشيء الكثير. مع هذا حملت لنا النهاية الأمل.

ما زال بامكاننا ترميم ذواتنا بشكل ما. صحيح اننا لن نعود كما كنا لكن ينتظرنا شيء ما قد يكون بلسماً وبرداً وسلاماً على ارواح انهكتها الفُرقة ، الغربة والبحث عن وطن يحمل بين حدوده شيئاً من الكرامة والامان لمن ينتسبون له.

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
2 تعليقات