الذين عرفوا أنهم غرباء > مراجعات رواية الذين عرفوا أنهم غرباء > مراجعة Hager Hegazy

الذين عرفوا أنهم غرباء - بهاء عبد المجيد, إيمان الدواخلي
تحميل الكتاب

الذين عرفوا أنهم غرباء

تأليف (تأليف) (مشاركة) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

○ الذين عرفوا انهم غرباء كانت غربتهم الاولى في اوطانهم التي هجروها .. حتى و إن احبوها .. أن تحب أرضك ليس كافيا أن تبقى فيها ..

○ الذين عرفوا انهم غرباء وجدوا بعضهم .. تصافحوا وتصادقوا.. رغم اختلافاتهم الذي في ظروف أخرى قد يؤدي الى الاضطهاد .. مسلم سني و شيعي و يهودي و مسيحي .. على أرض مصر ..

كانت مصر في ذلك الوقت من التاريخ تموج باعراق عدة من الناس .. مصريون اصحاب الارض .. عرب و عجم .. عراقيون وشوام وفلسطينيون .. جنود انجليز فجرة .. جريك و أتراك و أرمن ... اوروبيون من إيطاليا وفرنسا و ألمانيا .. يهود مهاجرون عبورا بمصر الى فلسطين ..

وكأن مصر قطعة من الدنيا حوت من كل طين فيها وتعايش البشر فيها بسلام آمنين .. منهم من استقر واختلط بالأرض ومنهم من عبر ورحل ...

○ الذين عرفوا انهم غرباء تاهوا ... تخبطوا في الظلام كثيرا .. تاهت عقائدهم و هوياتهم .. ابتلعتهم سماء القاهرة المغطاة بضباب من كل الاعراق فلبثو قليلا حتى وجدو السكينة عند بعضهم ... الصداقة الخالية من شوائب الفرقة والاختلاف كانت من أنقذ الغرباء من الضباب .. فعوضت وحشتهم و أحزانهم أنسا وفرح .. و بذلك كانت القاهرة الغريبة عنهم جميعا ( ما عدا مجدي ) حضنا و سكنا أحن عليهم من أوطان لفظتهم ... الذين

عرفوا انهم غرباء بحثوا في النساء عن أوطان بديلة .. باختلاف

اشكال العلاقات ... في اعتقادي أن التخبط بين النساء هنا تعبير عن الضياع و البحث عن هوية و عن سكينة تريح أرواح الرجال القلقة ..

اليهودي هرب حفاظا على حياته .. والشيخ هرب حفاظا على عرضه ..

..!! كلاهما ترك امرأته !! وراح يبحث عن نجاة وحده

الشيعي عشق كأبطال الحكايات ... والمسيحي يبحث عن الحب ..

○ النساء في الرواية ايضا غرباء ..حتى من بقين في أوطانهن ( التي ربما ليست أوطانهن ) ... من هجرها زوجها .. من هجرت قسرا من محتل حقير ... ومن رمتهم اوطانهم للعهر من أجل عقائدهم... الكل غريب .. غربة تحت غربة تحت غربة .. طبقات من ظلمات دواؤها الصبر .. و الأبناء ... و شوق الانتظار .. أو حتى وهم العودة لوطن مزعوم بوعد ممن لا يملكه لمن لا يستحقه ..

○ هنا تطرح الرواية السؤال الأهم ... ما هو الوطن ؟ الاجابة كما قال غسان كنفاني يوما : الوطن ألا يحدث ذلك كله ... الوطن ألا يطرد المجرمون الفلسطينيين من بيوتهم و يبيدوهم ويجوعوهم .. ولا أن يحرق اليهود في أفران النازيين .. ولا أن يضطهد انسان انسانا لأي سبب كان .. ألا يطمع الصهاينة في أرض ليست لهم وألا يطمع العمدة في حلال غيره ...ألا تمتهن النساء ما لا يطقن من أجل لقمة العيش . ولكن هذا قدر البشر منذ طمع قابيل في ملك هابيل .. ومنذ زرع الشر حرف الراء في الحب فصار حربا ... من يومها بدأت الغربة ... داواها الطيبون بالحب .. وأشعلها الأشرار بالحرب ...

○ الرواية سلسة كالماء انسابت وانتهت في وقت قياسي ...

لغتها سهلة .. الوصف فيها للاماكن والشوارع بسيط وجميل .. الحوار ليس بالكثير .. يغلب عليها اسلوب السرد .. احيانا كنت اقرأ احداثا أظنها مبتورة ظهرت من العدم وكأني نسيت صفحة مثلا .. ثم تعود الرواية للوراء قليلا فترو المفقود لتفهم.. هذا الأسلوب كان شيقا و جديدا ..

○ التغريبة الفلسطينية كانت حاضرة بشدة .. تذكرنا أننا جميعا غرباء منذ ضاعت فلسطين الحبيبة ...

○ الذين عرفوا انهم غرباء علمونا أننا لا نبقى غرباء حيث يوجد الامان و حيث يوجد الحب .. و حيث توجد طيبة القلوب ... و أن الطيبة لا دين لها و لا الشر .. و ( أن الحياة لا شيء فيها الا انتظار الأوهام .. القادم هو الموت .. هو الحقيقة .. هو مصير كل الاشياء ) ..

رحمة الله على كاتب تلك الرواية ... و لروحه السلام الذي تمناه لغربائه فيها ...بحلم أن يتقبل البشر اختلافاتهم ... و شكر جزيل لدكتورة ايمان على الطيبة والجمال المهدى إلينا حاملا رغم حزن الرواية أملا في صحبة تهون ألم الغربة الساكنة فينا ...

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
3 تعليقات