مدن الحليب والثلج > مراجعات رواية مدن الحليب والثلج > مراجعة Yomna Twig

مدن الحليب والثلج - جليلة السيد
تحميل الكتاب

مدن الحليب والثلج

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تنويه: أحداث هذه الرواية ليست من نسج خيال الكاتبة وحده، وأي تشابه بينها وبين الواقع، فلتعلم أن الواقع أشد قسوةً وإيلاماً.

إنّها رواية موجعة، تسلّط الضوء على حياة أسرة عربية، اجتمع في حكايتها ما تعانيه أمةٌ بأسرها.

بطلة الحكاية هي لولوة، فتاة مدلّلة في كنف أبيها، غير أنّ دفء هذا الدلال انطفأ برحيله.

حكايتها ليست حكاية فرد، بل مرآة لأوجاع نساء الشرق الأوسط، حيث أن تكوني امرأة يعني أن تحملي عبء الحياة مضاعفًا، بين الفقد، والقيود، والصمت المفروض.

يعني أن تُحرَمي حقَّ الاختيار في أبسط ما يخصك.

تنجب لولوة طفلة أسمتها جُمان، لتبدأ هذه الصغيرة فصلاً جديداً من فصول الألم.

فاليد الغادرة طالت جُمان في وطنها الأم، ثم لاحقتها في البلد الآخر الذي حسبته ملجأً وأماناً.

وكأنّ المعاناة في هذا العالم ميراثٌ لا يُختار، ينتقل من جيلٍ إلى جيل، لترث جُمان ما عاشته أمّها، من وجع، وتكمل الحكاية على ذات الطريق المليء بالخذلان.

❞ ماذا يفعل من يحاصره الخوف والخذلان؟ ماذا يفعل حين يدرك أنّ الأمانَ وهمٌ، والعدالةَ ليست سوى سرديّة محتملة لا تصدق إلّا نادرًا ❝

لكن، من قال إن هذه الرواية مؤلمة فقط؟ ففي طيّاتها ومضات من الأمل والكفاح، لقد كافحت لولو لتكمل تعليمها وتعمل، ثم تزوّجت من حبّ عمرها عصام، ذلك الرجل الذي عاش غريباً في وطنه حتى آثر الفرار إلى أرض جديدة، علّه يبدأ مع زوجته وأطفاله فصلاً يعوّضهم عن السنوات القاسية التي عاشوها.

قصدوا السويد، وفي قلوبهم حلم بحياة آمنة ومستقبل أفضل، لكن ما واجهوه هناك لم يكن ليخطر لهم على بال، ولم يكن حتى في أسوأ كوابيسهم!!

عاشت لولوة من أجل أطفالها، تمنحهم من قلبها وروحها ما لم تنله هي في طفولتها. ولم تُحب أحدًا في حياتها كما أحبت جُمان، لكن مع مرور الوقت، بدأت الفجوة تتسع بينهما؛ فجوة صامتة، لا تُرى بالعين، لكنها تتسلّل إلى الأرواح فتجعل القلوب بعيدة مهما كانت الأجساد قريبة.

وفي لحظة صادمة، وجدت لولوة نفسها أمام حكم قاسٍ لم تتخيله قط؛ إذ أخبرها السوسيال أنها ليست صالحة للأمومة. جملة قصيرة، لكنها كانت كفيلة بأن تهدم عالمها، وتقتلع جذور الأمان من قلبها.

انتزعوا الأطفال من أحضانها، وأودعوهم عند عائلات سويدية غريبة.

لم تتوقف لولوة، هذه المرأة البحرينية الصامدة، عن الكفاح؛ ظلت تحارب بلا هوادة من أجل استعادة أبنائها، تمسكًا بالأمل رغم الألم.

ولكن...

---

أحببتُ هذه الرواية رغم قسوتها، وأكثر ما أعجبني أنّها كُتبت بصدق، ومن هنا جاء الألم. إنّها من تلك الروايات التي تبقى في الذاكرة طويلاً؛ إذ تنبض بقضايا المجتمع وتولد من رحم المعاناة، وتتناول همومًا تشبهنا.

كما أُثني على أسلوب الكاتبة المميز في سرد الأحداث، حيث عبّرت بوضوح وصدق عن قضايا إنسانية هامة. جاءت لغتها بسيطة وجميلة، مما جعل القصص مؤثرة وتصل إلى قلب القارئ بسهولة.

وكانت هذه الرواية أيضًا أول نافذة أطلّ منها على اللهجة البحرينية.❤️

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق