"Kawaii"
لم أكن أتوقّع، حين استوقفني الحافز لقراءة هذا الكتاب، أن أظلّ عاكفًا عليه طَوال ثلاثة أيّام متواصلة.
"كاواي" هو الوصف الأنسب لتلك العائلة، التي يتجلّى جوهرها في اللّطف والدفء، وقد نجحت نهى ببراعة في صناعة كبسولتها الزمنيّة، التي أظنّ أنّها ستظلّ معلّقة على جدار الذكريات لأعوام طويلة، تنبض بالحياة والحنين.
حبّي لليابان قديمٌ وعميق، وجاء هذا الكتاب ليمنحني واحدة من أروع الرّحلات الزمنيّة — وإن لم تكن ماديًّا على أرض اليابان — خاصةً في وصف مدينة أوساكا، بتفاصيلها وتاريخها، ودفء مشاهدها الصغيرة. الكاتبة تمتلك معرفة واسعة تمكّنها من التنقّل بسلاسة بين التاريخ، والمجتمع، والسياسة، وريادة الأعمال، دون أن تفقد متعة التفاصيل أو دهشة الاكتشاف.
ثم جاء المنيونز، وماريو، وذكريات الطفولة... لتأخذني ثلاثين عامًا إلى الوراء، إلى أوّل جهاز نينتندو امتلكته، وإلى تلك الليالي التي ظللت أُقاوِم فيها النوم حتى الفجر، كي أُكمِل اللعب، ثم أُفيق في مدرستي بنصف وعي وابتسامة.
أظنّ أنني أريد أن أقرأ لنهى المزيد والمزيد، فهي تمتلك شيئا غريبا يجعل الرحلة معها تستحق أن تُعاش.
شكرًا نهى،
شكرًا كتوبيا،
شكرًا أبجد...
على هذه الرحلة التي لا تُنسى.