1️⃣ الموضوع : قراءة استمتاعية
2️⃣ العمل : كتاب " عن العشق والسفر 4 "
3️⃣ التصنيف : أدب الرحلات
4️⃣ الكاتبة : Noha Oda
5️⃣ الصفحات : 308 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : كتوبيا للنشر والتوزيع
8️⃣ التقييم : ⭐⭐ ⭐ ⭐ ⭐
ـ الذِّكرياتُ نَبْضُ الرُّوحِ إذا سَكَنَ الفُؤاد ، وشُغْلُ العَقْلِ إذا حَلَّ السُّهاد ، تَأخذ منها الفَرَحَ ، وتتذكر معها المرح ، إذا ضاقَتْ بكَ الدُّنيا لها تركن ، وإذا أصابتك غربة بها الموطن ، تَنْشُرُها من نَبْضِكَ ، وتُخَلِّدُها في قَلْبِكَ ، لا تَشْتَرِيها، بل تَصْنَعُها، وتَسْكُبُ فيها من حُلَلِ الجَمال ، وتَزْرَعُ فيها ما يُعِينُ على الوِصال، لِتَحْصُدَ منها كُلَّ كَمَال.
ـ من بَسْمَةٍ صَافِيَة، من نَظْرَةٍ حانِيَة، من مَوْقِفٍ أَنِيقٍ ، من صُحْبَةِ الرَّفِيق ، من من سَفَرٍ بَهِيج، من صَوْتِ الضَّجِيج...هُكذا تصْنَعُ الذِّكْرَيَاتِ، لِنُخَلِّدَ للمستقبل ما قد فات...وهاهُنا مَحَلُّ الكِتَاب، الذي أستهوى كياني ، وزاد عرفاني ، وأشعل همتي ، وأرضى نهمتي ، عن العشق والسفر ، من الحجر إلى القمر ، رحلة النفس التائقة ، إلى بلاد الشمس المشرقة :
ـ بلدٌ تَلالأ قرصُ الشمسِ مَن فيها ، يروي ضمائرَنا خُلقًا ويهديها ، موطنُ الأزهارِ، وقِبلةُ الازدهار، متحفُ الأسرار، ومَنبعُ الأنوار، لؤلؤُ البحارِ، وبهجةُ الأسفار ، فيها ميلادُ الشغف، بعينِ العشقِ زرناها، يتوه فيها الحُلمُ ، من حجمِ مَحلاها ، فيها يتوه الحرفُ والقلم، وعنها يعزُّ الوصفُ والكَلِم ، تسافرُ الروحُ لها طربًا .. وطَلَبًا تسعى لها القَدَم.
ـ عِزٌّ في معانيها، وكلُّ الخيرِ يأتيها ، بلادٌ عَلَّمتِ الدنيا كيف يبقى الأمل، كيف يُنجَز العمل، كيف يصلُ الوطنُ إلى المُراد، وكيف تُحقَّقُ سعادةُ العباد ، كيف نحيا في رفاه ، كيف تكون الحياة ، بانضباطهم ، وأدبهم ، وتربيتهم ، وشغفهم ،وثقافتهم ، ونظافتهم ، وحكمتهم ، أخلاقُهم مثلى، وصفاتُهم أحلى .
ـ وكلُّ ذلك رأيناه دون أن نبرحَ المكان، وسمعناه بلا تعبٍ ولا أذان .. فقط امتطينا صهوةَ الحروف، وانطلقنا على ظهرِ الكلمات، وأبحرْنا بواسطةِ رُبّانٍ ماهر، يعرفُ كيف يُطوّع الكلماتِ تحت يديه، ليأخذك بلُبِّك قبلَ جوارحك، إلى حيث يُسافِر، مع العائلةِ التي أحببناها، وسرنا معهم إلى اليابان، نُشاهدُ مفاتِنها، ونغتني من محاسِنها.
ـ من برجِ طوكيو، شامخِ البُنيان، معجزةِ الإنسان في قلبِ اليابان، كانت أولَ الوجهات، وبدايةَ الرحلة ، عظمةُ هذا المبنى شرحتْها الكاتبةُ لنا باستفاضة، كأننا عاينّاه .. ثم التوجّهُ إلى قطارِ الطلقة، شديدِ السرعة، وأخذنا معه من المتعةِ أفضلَ جُرعة ..
ـ ومنه إلى أوساكا، وقلعتِها الشاهقةِ التي مرّ عليها الزمان، وما انكسرت، وتوالتْ عليها الحروبُ، فصمدت ، تُعلِّمُ الشباب والشيوخَ ، كيف يكونُ البقاءُ، والشموخُ، و كيف تكون العزّة بالعلم والاجتهاد ، إذا ما تكاتفت الأيادي في رفعةِ البلاد.
ـ مرورًا بمعبدِ "زُوجي جي"، وذكرياتٍ جميلةٍ مع متحف "كايودو"، وشوارع "دوتنبوري"، ولقاء "فلفل" الروبوتِ الصديقِ اللطيفِ لخديجة .. ثم الحديثُ عن كبسولاتِ الزمن بفكرتِها الرائعة، والجنونِ الذي تمثَّل في المراحيضِ الذكيةِ بزجاجِها الشفّاف.
ـ في وسطِ المدينة، تعرّفنا على جانبٍ جميلٍ من الفنونِ اليابانية، والرسمِ بالتنقيط، وسرِّ تقديسهم لشجرةِ القيقب والباولونيا.. رمز الشمس المشرقة ، وغير ذلك الكثير جداً.
ـ ثم ذهبنا في رحلةٍ شديدةِ المتعة، مع عالم "يونيفرسال"، وعالَمِ الأفعوانيات والديناصورات، والمينيونز، و"ديزني" اليابان، وألعاب "ماريو"، وحديقة "جوراسيك" اليابانية .. مشاهد تخللها المرح والجمال والحب والدلال .
ـ ثم الوصولُ في ختامِ الرحلة إلى المسجدِ العظيم بطوكيو، والتعريجُ على تاريخِه، والكلامُ عن الإسلامِ وكيف نشأ في اليابان في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني.
رحلةٌ إبداعيّة، امتاعية، استمتاعية، روحيّة، ثقافية، معرفية، توثيقية، تأملية، تربوية، اجتماعية .. كان هذا الكتابُ عن اليابانِ متميّزًا، فقد كُتب عنها الكثيرُ، وذُكرت تفاصيلُ عوالمِها الشاهقة، وأخلاقِها الفائقة، ونجاحِها بعد الكبوة ..لكن أحدًا لم يكتبْ بهذه الروح، كما كتبتْ نُهى عودة، بتلك اللغةِ الفصيحةِ البسيطة، الشاعرية، التي كسَتْها بحُلَلٍ شعوريّة، وأعطتنا المعلوماتِ الموثقة، بلا خَلل، بلا مَلل، بلا تعب، ولا نَصَب.
#أبجد
#نهى_عودة
#مراجعـــات_محمـــود_توغــان
#عن_العشق_والسفر_حائط_الذكريات