ظننته فيصل > مراجعات رواية ظننته فيصل > مراجعة Mahmoud Toghan

ظننته فيصل - عبير حامد
تحميل الكتاب

ظننته فيصل

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : رواية " ظننته فيصل "

3️⃣ التصنيف : نفسي ـ اجتماعي

4️⃣ الكاتبة : Abeer Hamed

5️⃣ الصفحات : 180 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2025 م

7️⃣ الناشر : الدار المصرية اللبنانية

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐

▪️في ساحة الحرف الواعي ، ينعقد السرد على نياط النفس ، ويجلب المرارة مع الأنس ، ويتوشّح الأدبُ بوشاح العلم ، يولد الفن من رحم الألم ، وتُطرَز الحكاية بخيوط الاضطراب ، ويُسدل الستار على مسرحٍ الصعاب ، يكتنفه الوجع ويكسوه الضباب ، حين تتعانق الحكاية بعلم النفس ، وتتصافح الحبكة مع الهلاوس ، ويخفت الواقع خلف الوساوس ، يصبح الحرف مشرطًا موجعاً ، والسطورُ جلساتِ علاجٍ ناجعاً .

▪️ما بين صفحاتٍ ممزّقة من الطفولة، وذكرياتٍ مسكونةٍ بصرخاتٍ لم تُسمَع ، يتكوّن ذلك الشبح: صدمةُ الصِّبا، أصلُ الحكاية وبذرةُ العلّة والرواية ، جرحٌ يُسرد على الأوراق ، حين تنمو في الظلال متلازمة "جوسكا" – تلك اللعنة النفسية التي تجعل المريض يختلق وجودًا لم يوجد، ويعيش أحداثًا ما وُجدت، ويؤمن بأشخاصٍ لم يمروا إلا طيفًا في وهمٍ مقيم.

▪️فإذا بالأدب ينهض شاهقًا في شموخ ، يحتضن الاضطراب ويعالج الشروخ ، ويفكك طلاسم العقل الباطن ، المتربع على العرش مواطن ، في صورةٍ روائية مؤلمة، تشي بالعبقرية، وتُحاكي الجنون، وتُبكي العقلَ قبل العين .. تُنسج الرواية كما تُنسج الكوابيس: مترعةٌ بالألم، مشبعةٌ بالدهشة، تمضي بالقارئ في دروبٍ ملتويةٍ من الوعي واللاوعي، حتى يصير الحزنُ بطلًا، والاضطرابُ مشهدًا، والطفلُ المعذّب شاهدًا على جريمة لم تُرتكب إلا داخل جدران الذات.

▪️خيوط العنكبوت تكون واهية أمام الناظرين، بديعة الصنع، دقيقة المظهر، عميقة الجوهر لأصحابها ، واهنة تراها ، فإذا تأملت خطاها ، رأيتها شديد الإحكام ، كثيرة الإلهام ، تتجلّى براعة القلم حين يُحيل العقدة النفسية إلى مسرحٍ نابض، ويرتّب مأساة الماضي في فصولٍ محكمة، حيث لا خلاص من وجع الطفولة إلا بالبكاء بين السطور.

▪️تنسج عبير حامد في روايتها "ظننته فيصل" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية ، من الألم خيوطًا تلو الخيوط حتى تتم رداءً من الألم، وتدنيه على النفس البشرية بعد أن عرتها من كل ما فيها من الأمان والحكمة ، وجردتها من كل مظاهر السلام والرحمة، تغوص في أعماقها غوصًا عميقًا لتخرج لك من كوامنها ما هو أشر من الشرة، وأكثر ضررًا من الضر.

•ماذا يفعل الفقد بأهله إلا ألم..؟

•من يضمن الأمان في هذا الزمان..؟

•من يكسب الثقة في زمن الخــــيانة ..؟

•من يشعر بالعذاب في جــــوف الرحمة..؟

▪️في رحلة من قرية الفُقرة التي اتخذت لها من اسمها نصيبًا، حين عاشت ياسمين وحيدة منفردة بين أبويها ، لم تعلم شيئًا عن المدينة، ولا المدنية، ولا النور، لم تسمع شيئًا عن الأمان، ولم تشعر به، ولم تره في نشأتها الأولى، مع أبٍ عابس في وجه طفولتها، ثم مغتصب مع ظهور أنوثتها، مجرم كحيوان جائع، ثم رخيص لها بائع.

▪️ليشتريها من هو أبخس، وتبدأ رحلتها من الظلام إلى الظلام، مع جاد الذي أخذها في غفلة من أمها، سافر بها إلى فرنسا، فرأت معه المرار، والضرب، والإهانة، والإجبار على ما تكره، هربت منه هروبًا جعلها تعيش في الشوارع، وتأكل من صناديق القمامة، طوّحتها الدنيا يمينًا ويسارًا حتى انكفأت على وجهها، لم تعد تقوى على القيام.

▪️ثم تأتيها النجدة بسيف الذي أحبها، وعشقها عن دونها من النساء، فنقلها نقلة من الظلام إلى النور، أخذها إلى الكويت حيث يقطن، عرفها على قصته وأمه وأخيه فيصل الذي ما إن رأته حتى عشقته وهامت به، ثم تتوالى الغرائب ، وتكثر الآهات والعجائب ، وتنتهي القصة مريرة، عميقة، مؤلمة.

٩ولكن هل يمكن أن يكون هذا حقيقيًّا أم مجرد ظن؟ وإن كان حقيقيًّا فكيف؟ وإن كان ظنًّا فما هي الحقيقة؟

ظننته فيصل، رواية تدمج بين علم النفس والواقع، بين الوهم والحقيقة، بين الأمراض النفسية الناشئة عن صدمات عصبية مما يُلاقي الإنسان في صباه، وما أمرّ ما لاقت بطلتنا، فنشأ لها ما نشأ.

▪️بلغة حزينة شائقة، على لسان البطلة، تقص قصة من العدم إلى العدم، من الفقر إلى الفقر، من الانتهاك إلى الانتهاك، من الحقيقة إلى الخيال، ومن الخيال إلى المجون، ومن الأخير إلى الجنون .. لغة تنقل واقع الحكاية، وتدخل بك في عوالم الرواية، تُطبق بساطة الألفاظ وعمق المعنى، الذي ينزل على الآذان كذبذبات من الألم والوجع.

▪️ اقتباسات:

ـ ❞ كنت أعيد كل يوم شريط حياتي أمامي، أغربل منه الخيالات السوداء وألملم ما أذكره من رائحة أمي.. ❝

ـ ❞ إن الطبيعة أهدتنا نحن البشر سيمفونية عذبة نقية لمن يدرك قيمتها، فشروق الشمس، وزقزقة العصافير، ونسمات الهواء العطرة تُجدد فينا كل صباح، الحب والجمال، تلك السيمفونية التي لم يتدخل بها الإنسان ولم يعبث في ميزانها فحافظت على نقائها وصفوها ❝

ـ ❞ إننا نحن البشر لا نستطيع إعادة التواريخ للوراء، أو العودة للأحداث الماضية، فما مضى، مضى وانقضى، فلا نستطيع تغيير خيباتنا وإخفاقاتنا وسقوط أرواحنا في بؤر العذاب ❝

ـ ❞ سيلزمنا عمر إضافي لنسيان هذه السنوات، التي قضيناها في زمن لا يشبهنا بغابة دخلناها طيورًا وخرجنا منها حطابين..

‫ سيلزمنا قلوب أكبر لتتسع لكل هذا الأذى..

‫ سيلزمنا الكثير من الصلوات والدعاء والتأمل لنسيان كل مما مررنا به. ❝

#أبجد

#عبير_حامد

#ظننته_فيصل

#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق