هل يصمد ادب الرحلات في عصر الانترنت وصناع فيديوهات السفر والرحلات

وهل يصمد الوصف بالكلمات امام الوصف بالكاميرا

اعتقد ان المؤلفة قد نجحت نجاح كبير جدا في هذا الاختبار بكتابها الممتع والشيق والمفيد جدا عن العشق والسفر حائط الذكريات

يقول انيس منصور ان هناك ثلاث أنواع من الرحلات

ان تسافر

او ان تقراء الكتب

او ان تقراء كتب الرحلات

وكتب الرحلات اعتقد ان اول من كتب فيها هو ابن بطوطة في كتابه الأشهر رحلات ابن بطوطة واكثر من قراء له القراء هو الكاتب انيس منصور وكتابة الأشهر 200 يوم حول العالم

و كتاب عن العشق والسفر حائط الذكريات من تلك الكتب الرائعة والممتعة عن ادب الرحلات

فمكمن قوة الكاتبة ليست في اللغة التقريرية عن تفاصيل واحداث رحلاتها ولكن في صدقها وذلك الدفيء في علاقتها بالعائلة والاسرة والونس في نقل التفاصيل وتنقل بروحها وليس مجرد قلمها كما انها تنقل لنا الذكريات التي تتشابه مع جيل كامل فهي لا تنقل مجرد صور او احداث ولكن نجحت في ان تنقل لنا كم هائل من المعلومات وتاريخ البلد والفن والطعام تحدثنا عن التكنولوجيا وعن حاضر اليابان وماضيه

وهنا في اختيار البلد وهي اليابان والتي ما ان قراءت عنها حتي اغرمت بها فلا نسي ونحن في المرحلة الابتدائية وكان مقرر علينا درس عن اليابان والحياة بها ونظام الاسرة و لا انسي عن استغلالهم لكل مساحات البيت مهما كان صغيرا ولا يعشقون الأثاث الضخم وينامون علي فرش يفترشنه علي الارض وهو المسمي (فتون ) وتحدث عن عشقهم للعمل والتكنولوجيا حتي تمنيت ان اعيش فيها فانا مبهور باليابان والشعب الياباني وفي نظافته ونظامه وادابه واخلاقه وهي صفات تتشابه كثيرا جدا بتعاليم ديننا الاسلامي ولكن لا نطبق منها الكثير

عظمة الشعب الياباني انه هو الشعب الألماني انهم نهضوا من تحت الأنقاض بالمعني الحرفي للكلمة فهما دولتين تم تسويتهم بالارض في الحرب العالمية الثانية ولكنهم بالعزيمة والعمل الحقيقي نهضوا نهضة عظيمة

فاول ما اعلن عن مسابقة المكتبة عن كتاب الشهر وعلمت انه يتحدث عن اليابان فكنت متحمس جدا فلآسف لم اقراء للكاتبة من قبل ولكن مع اول صفحات الكتاب ندمت انني لم اقراء لها من قبل

فهي تمللك ادواتها جيدا واسلوبها جميل سلس وبسيط وتنتقل من حدث الي حدث بمتهيء السهولة والعبقرية وتحدثنا عن رحلتها وتفصيلها ونكتشف اننا نتلقي كم من المعلومات التي لم نكن نعلمها من قبل بأسلوب من الحكي والسرد الممتع والشيق

تتشابه ما تصنعه الكاتبة من صنع حوائط للذكريات بشكل او باخر مع ما يفعله اكثرنا في ان نصنع اكبر كم من الذكريات وتوثيق لحظاتنا مع عائلتنا واسرتنا واطفالنا , وسالت نفسي هل ما نقوم به لان ده بقي شئ طبيعي ان كاميرا التليفون موجودة وسهل جدا انك تلتقت الاف الصور لك ولأسرتك ام اننا نخاف من سرعة مرور الايام وانشغلنا المستمر ولا نستطيع ان نتمتع بمن نحبهم , ام اننا لم نستطيع ان نشبع بمن فارقنا فنحاول ان نوثق كل لحظاتنا مع احبابنا

تاخذنا الكاتبة في رحلة حقيقة مليئة بالإثارة والتشويق والثقافة والتاريخ تحدثنا عن ثورة المراحيض الي ارض بلاد اليابان خاصة الي واعجبت جدا ان المراحيض تتشابه مع الشرق في النظافة خاصة وجود الشطاف وكذلك وجود الحمام البلدي والذي يقال انه صحي اكثر من قاعدة الحمام

ولاول مرة اكتشف ان هناك مجسمات تتشابه مع برج ايفل الذي تصحبنا الكاتبة في جولة به وتستعرض لنا اثناء الجولة الكرة الغامضة والتي عثر عليها عام 2012 داخل عمود البث الهوائي واحتفظوا بها

ثم تحدثنا عن اجمل ذكريات الطفولة والصبا عند حديثها عن الانمي وما كنا نسميه كارتون ماجد وكان جيلي كله مهوس به وذلك بعد كارتون مازنجر وافروديت

اثار اعجابي ايضا الروبوت فلفل وحدثتنا عن بيل جيتس اليابان (ماسايوشي)

تحدثنا الكاتبة عن الفن من اول الانمي وفسيفساء الصور الحديثة والكابوكي وكيتي القطة الخمسينية وعن ماريو والفك المفترس ومن الغرائب التي تحدث عنها الكتاب هو مهرجان ناكي سومو وما يحدث به من مسابقة بكاء الاطفال

اثار اعجابي جدا فخر الشعب الياباني بلغته الام ومحافظته علي اصالته وتقاليده واعرافه من محافظة علي طقوسة من البخور وغرف الشاي والت تعود الي اواخر القرن السادس عشر وهي غرفة متنقلة محمولة قام ببنائها مؤسس قلعة اوساكا المحارب الساموري

عجبني جدا ايضا محافظتهم علي الطابع المعماري لقلعة اوساكا وترميمها وهي القلعة اليقونية في اليابان

اثناء تحدث الكاتبة عن الثقافة الغربية الموجودة في اليابان ومثلا وجود الشخصيات الشهيرة لابطال دي سي كوميكس وسلسلة مارفل وجودزيلا في متحف كايودو وكذلك في امريكا مورا الاو القرية الامريكة ان اليابان تنصهر فيها الثقافة الغربية ولا تنصر في الثقافة الغربية

عجبني جدا الجزء الخاص بهيديوشي تويومي – نابليون اليابان وبدايته في وظيفة حامل الصندل والتي ظهرت في الحضارة المصرية القديمة علي صولجان الملك نارمر

ثم الحائط الخامس وهو الخاص بالاسلام والمساجد في اليابان واكتشاف ان الصعيدي الجرجاوي الذي باع بعض من املاكه في سبيل السفر في رحلة دعوية الي اليابان واول ياباني مسلم وهو الدبلوماسي ورجل الاعمال توراجيرو يامادا الذي اسلم واتخذ اسم عبد الخليل