كرم قاتل أخته والحلم المُفسر ومقام سيدي القطقوطي !
في روايتها الثالثة تأخذنا مي حمزة في حارة شعبية تستأثر بمقام سيدي القطقوطي صاحب الكرامات، وبيت العائلة المتخم بأفراده وتوجهاتهم.
ولأني متابعة جيدة لكتابات الكاتبة فأجد موهبتها وقد أشتدت وطابت حتى تتذوق في كتاباتها متعة تنهلها في كل صفحة، تعج بأحداث جمة وشخصيات عدة، فهي رواية أجيال حيث سلسال عائلة القطقوطي المنتسبون لسيد وناهد كحيلة
بخلاف من توافد على الحارة كمتولي وأخته جيهان وغيرهم.
هل عهدت يومًا بتلك الأسطورة التي ترد بخصوص التوائم وخاصية السرحان في جسد قط ليلًا ؟!
إن لم تسمع بها قبلًا فأدعوك لصحبة كرم في جولاته الليلية حيث منازل أحباؤه، من يكرمونه بوجبات سخية شهية، وعبثه بالعمة داخل المقام واستغلال الشيخة عدولة لسره.
إن فاتك العيش في بيت يزخر بالأعمام والخالات وأولاد العمومة فأدعوك ألا يفوتك العيش في حضرة ياسين الابن الأكبر لسهم القطقوطي وزوجاته.
لن ينقصك شعور أو إحساس ما مع أشخاص تلك الرواية.
فهناك أم سعد التي تود أن تطلب لها الرحمة والدعاء لها بالربط على قلبها ويوسف الذي قد يتمزق فؤادك وأنت تجد تلك النظرة التائهة وقد شُلت قدمه للدفاع عن فلذة كبده
وعن إحساس الفخر الذي سيملؤك حين تجد زينهم الذي هو ليس بزينهم وقد أعلنها صريحة جهوريًا أمام مرأى ومسمع كل سكان الحارة وللمرة الأولى يشعر بالانتماء لشخص ما.
وحين تتعقب جوهرة وسقطاتها ستدهشك بجنونها وجنوحها كما يدهشك قدرة متولي على التلاعب والحيطة، لكن لا بأس، فهناك عدولة !
سيصيبك الاشمئزاز حين تعلم بمصير صابر وما آل إليه سلوك جابر ككذوب قد تدرب على هذا مرارًا.
وقلة حيلة طه وهو يرى تصنيف أبناؤه بين أخوتهم وكأنهم درجات.
أما كرم... الرواي العليم الذي يأخذك في جولاته وكأنك تخفيت مثله تاركًا جسدك ثقيلًا مكان ما تمددت لتنطلق روحك مثله آخذة من جسد قط رشيق وعاءً جديد تملأ عينيك وحكايات الدور وأهلها وتتكشف أمامك أسرارهم التي ما حييوا لإخفاؤها، عاش كرم منبوذًا من قبل أمه سميرة ولكن!!! للحكاية بقية !
عشت وسطهم، حزنت عليهم، وزرت المقام