رواية خفيفة شيقة حركت قلمي الراكد منذ أيام طويلة لأنها حملت في
طياتها الكثير من العبر والأفكار البليغة والمعتادة لأن أحداثها جرت على أجسام وألسن الحيوانات!
كان حلم إبساكي الطيران، الحرية، الخروج عن السرب والمعتاد، لكن ثمن الحرية غالٍ فقد عانت في سبيله، كان الجميع يتمنون لو حضوا بشجاعتها وكفوا عن الخضوع رغم نظراتهم القاسية.. لم تكن إبساكي عدائية، لقد كانت حالمة، لكن حلمها باحتضان بيضة ورؤيتها تنمو لم يتسع لذلك القن الخانق الذي كانت تقبع فيه.. كان عليها الاختيار بين الحرية والأمان، وبدت لها حاجة الحرية ملحّة ترجوها كي تحقق أحلامها.
شخصيات هذه الرواية متنوعة وترمز كل واحدة منها لشيء، حتى أننا نكاد نرى أنفسنا من خلالها! وكان من الواضح أن الاختلاف خزي عند البعض وثراء عند البعض الآخر، فطيور الحضيرة والديك والدجاجة الأنيقة لم يقبلوا إبساكي بينهم، كما أبدوا امتعاضهم وحنقهم تجاه فرخ البط الذي تحتضنه بجناحيها، لكنها أغدقت على ذلك الفرخ حنانا وأمومة غير محدودين رغم اختلافه، لكن يبقى اختلافنا جليًا مهما أنكرناه فكما قال رئيس سرب البط: "يبقى فرخ البط بطًا ولو احتضنته دجاجة" لذلك فلنعش به، ونتعايش معه دون دحضه! ! كما بدا أن لكل تصرف مبرر، وأننا لسنا كما نبدو عليه، فالتصرفات الداخلية لا يمكنها الحكم على النوايا والمعادن، فهاهي أنثى "ابن العرس" متعبة ومكدّة بل ومناضلة لتوفير غذاء صغارها رغم فقد بصرها الجزئي، وما كان لأحد أن يعرف ذلك مع قسوتها مع الطيور واصطيادها لهم! أرأيت، حتى الصياد له مبرر لما يفعله!
أنصح بقراءتها على ألّا تكتفي بأحداثها المجردة فقط، ابحث في كل حدث عن شخص من حولك عاشهُ، ولتبحث عن صداه في نفسك أيضا، وذلك لتحقيق الإفادة والمتعة معا.