طفلة ينفصل والديها وتبقى مع أمها، وللأسف الأم لعوب نزقة تتوالى زيجاتها تحت مرأى ومسمع الطفلة المهملة التي تفتحت عينيها على عالم متفسخ الأوصال، ويزيد الطين بلة خالها الذي بدلا من أن يكون السند والبديل عن أب غائب، يكون هو الذئب والشرير في حياتها، استباح جسدها وقتل روحها واغتال براءة طفولتها ليتركها كائنا مشوها بلا روح ولا قلب.
موت الخال بعد أعوام من الانتهاك كان نقطة فاصلة في تحولها من السجين الى السجان، فبعد أن مات من كان يذيقها هوان الحياة، رأت أن في الموت وسيلة للانتقام، وبما أن جلادها قد فلت منها بموته، قررت أن تكون هي الجلاد لتقتل من حولها ولأتفه الأسباب، وكان سبيلها لتيسير القتل هو أن تعمل ممرضة، مهنة جوهرها الرحمة ولكن معها كانت الشر والغدر في أبشع صوره.
للرواية بعد فلسفي يتمثل في الهلاوس التي تنتاب البطلة، محاورة قابيل، القاتل الأول في تاريخ البشرية، متخيلة نفسها في علاقة غرامية معه تأسست (في خيالها) على قائم مشترك بينهم وهو جدلية من الجاني ومن الضحية في حياة كل منهم.
بعد آخر للرواية يركز على العلاقات الأسرية والجنسية في اليابان حيث يدور هناك جزء كبير من القصة، واليابان تمر بأزمة ديموجرافية بسبب العزوف عن الارتباط وتكوين أسرة بين الأجيال الحالية مما أدى الى اختلال التركيبة العمرية للشعب الياباني، ورواج العلاقات الجنسية العابرة او الدعارة كبديل للعلاقات الحميمية.
محمد متولي