رحلة عبر التاريخ و رواية تتناول فترة هامة من تاريخ دول بحر البلطيق و ما كان من تَوسع دائرة النطاق السوڤيتي فيما عُرف بالستار الحديدي ، و من إستونيا تحديدّا و فترة الإحتلال السوڤيتي لها فيما بعد الحرب العالمية الثانية عام 1946 تنطلق الحكاية ، حيث نظام الحكم الشيوعي بكل قيوده و سياساته ، الآذان الصاغية ، عيون الجواسيس ، و البوليس السري الملقب بطيور الغراب السوداء.
تخيل الحياة بوطن فرح لزوال إحتلال ألماني ليتبعه فورًا إحتلال سوفيتي ، و إستقلال مؤقت كان كالحلم الذي لم يكتمل .
من خلال أربع شخصيات رئيسية بالعمل ، نتعرف على الطفل ذو الست أعوام الذي أّستغلت براءته في لعبة السياسة ، الأم التي وقعت تحت براثن السلطة و فخ الاختيار ما بين الوطن و الحياة ، يوهانا مطربة الأوبرا و حلمها المستحيل بالاجتماع بالحبيب الذي صار من بلاد الأعداء ، الرجل صاحب السيارة نصر و الذي تحول من مهمش لصاحب سلطة و نفوذ وفق قواعد النظام الجديد ، بالإضافة طبعًا للسيارة نصر برمزيتها المعبرة عن الفكر الشيوعي و التي ظلت دومًا في خلفية الأحداث .
فهل يكون الحل بالإستسلام للعيش وسط هذا المجتمع الفاسد ؟ أم مقاومة تنتهي في الأغلب بإعتقال ، تعذيب ، و موت ؟ أم أن الحل الأسلم هروب محفوف بالمخاطر و مغامرة تبدو مستحيلة ؟
جاءت الرواية متوازنة العرض ما بين الحدث السياسي ، و دراما الشخصيات و الأحداث و التي جاءت متصاعدة بحبكة مناسبة ، لتفتح باب البحث لمن أراد التعرف على المزيد من تاريخ تلك الفترة ، النهاية أيضًا جاءت مناسبة من وجهه نظري و إن اختلفت الآراء حولها .
الترجمة جيدة جدًا ، نقلت أجواء العمل بالكثير من السهولة و اليسر .
عمل سياسي إنساني بنكهة تاريخية ، أرشحه لمحبي هذه النوعية من الأعمال .
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#سيارة_اسمها_نصر
#قراءات_٢٠٢٥