❞ إن النظرة تفلتُ مني، الكلمة تفلتُ مني، الغضب يفلتُ مني، لم تعد لي سيطرة على شيء. ❝
رواية بصورة مذكرات لامرأة لم تخبرنا حتى باسمها، شاركت معنا معاناتها. رواية بدأت بقوة، بألم حقيقي وملامسة دقيقة لتجربة نفسية مركبة: اكتئاب ما بعد الولادة، الاغتراب، وذنب الناجين من الحروب. تنهار في منفاها ببطء، تراقب العالم من نافذة تخافها بقدر حاجتها إليها.
❞ أحتاج لتفهّمٍ لحالتي أكثر من حاجتي لفهمها ❝
كانت البداية مشوقة، وشعرت في صفحات الرواية بشيء أعرفه. غير أنها مع التقدم بدأت تفقد صدقها، ودخلت في دائرة التضخيم والمبالغة، لم تعالج الألم، بل بالغت في إعلانه حتى اختنق المعنى. وتلك الجمل التي شعرت من تكرار فكرتها بأنها نُسخت وأُعيد الصاقها.
و الأصعب من هذا كان التعدي الصريح على الثوابت، وهو ما لا يمكنني تجاوزه. الكفر الصريح في أحد الفصول أسقط الكثير من التقدير الذي بنيته في البداية. لا أستطيع اعتبار ذلك "جرأة" ولا "فنية"، بل استعراضًا مستفزًا لا ضرورة له.
ورغم ذلك، وسط هذا التضخيم المرهق، انبثقت لحظات من الصدق جعلتني أتوقف. لحظات شعرتُ فيها أن الكاتبة تعرف ما تكتب عنه.
❞ الكلمات لا تكفي وحدها لجعل حالتي قابلة للتصديق، الكلمات لا تعني شيئًا ما لم يختبر الآخر معاناتي ويراها بعينه. ❝
شعرت أنها تلامس الجرح الحقيقي للمكتئب. أن يُفهم، لا أن يشخّص أو يحاكم.
أسلوبها الأدبي الجميل، خدم الفكرة أحياناً، وأثقلها أحيانا أُخر. الكلمات كانت زائدة عن الحد. ولولا تلك اللحظات الصادقة القليلة، والاقتباسات التي لامست شيئا بداخلي، وحقيقة أنها قراءة مشتركة مع الصديقة العزيزة أمل، لكنت توقفت عن القراءة، فالملل تسرب لي قبل حتى أن أنتصف بالكتاب.
❞ لا يجب على المرء أن يُصرّح على الدوام بما يُفكر فيه، ليست كل أمور العقل مستساغة للسمع ❝
لم أقرأ من قبل عن أحد تكلم عن هذا الموضوع (اكتئاب ما بعد الولادة) وهذا الشيء يحسب لصالح الكاتبة.
تحذير: ليست للجميع 🔞 توجد بعض الإيحاءات غير التعدي المذكور آنفا.