دار ميسون > مراجعات رواية دار ميسون > مراجعة Youmna Mohie El Din

دار ميسون - دينا القمحاوي
تحميل الكتاب

دار ميسون

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

مراجعة رواية دار ميسون – دنيا القمحاوي

حين بدأت قراءة دار ميسون، لم أتوقع أن أجد نفسي أمام لوحة أدبية مرسومة بريشة مشاعر لا تقل رهافة عن ألوانها. ما شدني أولاً هو أن الغلاف ليس من تصميم عادي، بل بريشة الكاتبة نفسها، دنيا القمحاوي، التي جمعت بين الحس الفني والبصيرة الأدبية في آن واحد.

الفكرة بحد ذاتها مميزة؛ عالم نسائي مغلق، مليء بالحكايات، بالتقلبات، بالتعب... ولكنه أيضًا مليء بالقوة الصامتة التي تختبئ خلف العيون المتعبة.

الرواية تحكي، دون مواربة، عن نساء عاشرن الوحدة، وعبرن سنين الحياة بثقلها ووجعها.

كل أم في الرواية كانت شخصية قائمة بذاتها، لا تتكرر. لم تكن مجرد مرآة للواقع، بل كانت عمقًا فيه. خلف كل باب في دار ميسون، حكاية لامرأة لم تُروَ كما يجب.

السرد جاء بالفصحى الرشيقة، بمفردات أنيقة، مشحونة بالمشاعر، لكنها لم تبتعد عن العامية حين احتاجت لتكون أقرب، أكثر صدقًا. الأسلوب سلس، جذاب، مليء بالشجن أحيانًا، لكنه لا يُغرق القارئ في الحزن، بل يجعله يتأمل.

لكن... هل الرواية مثالية؟

كقارئة، شعرت أن الرواية كانت بحاجة لتفاصيل أكثر في وصف الحركات، تعبيرات الوجوه، ملامح الجسد، ذلك الجانب الحسي البصري الذي يُكمل المشهد ويُقرّبه من القارئ كأنّه يراه. وربما كان هناك مجالٌ أوسع لتطوير بعض الأحداث، لزيادة الإيقاع أو تعميق الصراعات الداخلية.

أما الغلاف، رغم جماله، فلم يعكس بدقة عالم الرواية الغني بالشخصيات النسائية.

الغلاف لم يلمح إلى تعدد النساء وتنوعهن، إلى قلة حضور الرجال، إلى قصص الغيرة، والشك، والمشاكل الزوجية الناتجة عن الغضب، وإرث السنوات.

رغم ذلك، الرواية تنجح في أن تُشعرك أن "دار ميسون" ليس مجرد مكان، بل رمز. رمز للنساء اللاتي تعبْن، ومررن، وتجاوزن، وبقين.

النهاية؟

غريبة قليلًا، نعم، لكنها من النوع الذي لا يتركك منزعجًا، بل متأملًا. نهاية تقبلها لأنك تدرك أن الحياة نفسها لا تُغلق أبوابها على مشهدٍ متكامل، بل على إحساسٍ ناقص، أو جرحٍ مفتوح.

"دار ميسون" ليست رواية لكل القرّاء، لكنها رواية لكل امرأة حملت في قلبها صمتًا طويلًا، وحياة لم تُحكَ.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق