سايكوسينما : رحلة استكشافية في عالم الطب النفسي على شاشة السينما - الجزء الأول > مراجعات كتاب سايكوسينما : رحلة استكشافية في عالم الطب النفسي على شاشة السينما - الجزء الأول > مراجعة Yasmin khalil

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

اسم العمل : سايكو سينما

"رحلة استكشافية في عالم الطب النفسي علي شاشة السينما - الجزء الاول"

للكاتب: إسماعيل إبراهيم

دار النشر : المحرر للنشر والتوزيع

عدد الصفحات : 756 علي تطبيق Abjjad | أبجد

مراجعتي لكتاب “سايكو سينما” – إسماعيل إبراهيم

عادةً ما أفضّل كل ما يندرج تحت تصنيف علم النفس، سواء كتب التنمية الذاتية أو الكتب العلمية، أو حتى الروايات التي تحمل بين طيّاتها ملامح نفسية، بشكل مباشر أو غير مباشر.

أحب تحليل الأشخاص نفسيًا، ولا أؤمن كثيراً بما يظهروه على السطح بقدر ما أؤمن بما يختبئ في العمق.

تعلّمت كثيرًا من هذه الرحلة، وأخطأت كثيرًا أيضًا.

ولهذا، قررت خوض تجربة قراءة كتاب هذا الشهر، وأنا أبحث عن شيء جديد لم أتعلمه من قبل.

وقد أذهلني الكتاب منذ الصفحات الأولى، بتفاصيله، واختلافه ، وحرص الكاتب الشديد على احترام مشاعر القاريء قبل عقله.

كان يُنبّه دائمًا: “لا تتأثر”، “لا تخلط بين الأعراض”، “لا تأخذ ما تقرأه على محمل الجدّ تمامًا”، حتى لا ينغّص القارئ على نفسه بأفكاره ،وحتي حين بدأ في تحليل الأفلام، كان يعتذر مسبقًا عن حرق الأحداث.

قلة من الكتّاب يفعلون ذلك… ولم أحظَ بواحدٍ منهم من قبل!

الكتاب رحلة عميقة إلى داخل النفس البشرية، لكن ما يميّزه أنه يبدأ من جذور علم النفس : التاريخ، الجغرافيا، الطب في كل مراحل تطوره في الامراض النفسية ويمرّ على الفن كجسرٍ راقٍ للتعبير والفهم.

لن أسرد تفاصيل ما طرحه الكاتب — فقد فعل ذلك بإتقان ووعي وجمال — لكن سأتوقف عند نقطة أثارت في نفسي الكثير، وربما كان لي معها تجربة شخصية وهي:

كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للوعي، وربما للشفاء؟

-المشهد الأول

في صيف 2019، كنت أشاهد مسلسل Suits.

ظهر مشهد فيه جدال بين “هارفي” و”دونا”، سكرتيرته الخاصة.

قدّمت استقالتها ورحلت، فلم يتحمل “هارفي” الموقف وأُصيب بنوبة هلع.

مشهد لا يتجاوز دقيقتين، قد نراه كثيرًا في الدراما. لكنه كان مؤلمًا جدًا بالنسبة لي.

شعرت بمشاعر “هارفي” كاملة، رغم أن أحدًا لم يتركني… وبكيت، بكاءً غريبًا لم أفهمه!

توقفت وسألت نفسي:

ما الذي حدث؟ لماذا بكيت؟

ما الذي أيقظه هذا المشهد داخلي؟

وبدأت أفتّش… وأغوص… لأصل إلى جذور هذا الشعور في الطفولة.

كان مجرد مشهد… لكنه كان أداة للشفاء.

هل تتخيّل أن يحدث هذا؟

-المشهد الثاني

في مسلسل How to Get Away with Murder، البطلة “أناليز” تدخل مصحة نفسية بعد تراكم ضغوط ومآسي كثيرة في حياتها.

يُطلب منها أن تقوم بتمرين بسيط لتحرير المشاعر.

تمسك عصًا وتضرب بها وسادة، وتبدأ في التحدث، في تحرير ما بداخلها…

تردّد لنفسها كلمات قوية:

“أنتِ لستِ وحشًا.”

“أنتِ تستحقين الحب والمشاعر.”

“سامحي نفسك…”

“أنا أسامحك.”

تأثرت بشدّة.

ربما لأننا لم نتعلّم كيف نسامح أنفسنا، أو كيف نُفرغ مشاعرنا بهذا الشكل من قبل.

منذ ذلك اليوم، قررت أن أُشاهد كل ما هو ملهم، كل ما يحمل هدفًا أو قضية…

أن أسمح للفن أن يكتشفني، أن يضيء بنوره جوانب بداخلي كنت أظنها بخير.

.

رايي الشخصي

الكتاب يعكس ثقافة نفسية وفنية ثرية، وذكاء في تقديمها بطريقة تخاطب القلب والعقل معًا.

أحب الإشادة ليس فقط بخلفية الكاتب الاكاديمية و الدراسية و الطبية وايضا الثقافية العظيمة انما ايضاً بذكاءه في دمج العلم النفسي مع الأفلام بشكل ممتع وسلس ويخرج بهذه الصورة .

هذا الدمج لم يكن ترفيهي، بل جعَل من رحلة التعرّف على الطب النفسي تجربة ممتعة وعظيمة وسهلة الفهم.

أسلوبه كان مبسطًا جدًا، دون تعقيد أو استعراض، مما يجعل القارئ يشعر بالقرب من المعلومة، مهما كانت ثقيلة أو عميقة.

“سايكو سينما” كتاب دسم، غني بكل معلومة فيه، ويستحق أن يُقرأ بتمعّن… بل أراه مرجعًا مهمًا، من الأفضل أن يوجد في كل بيت.

وبالنسبة لي فستكتشف فيه شيئًا عن نفسك، حتى لو لم تقصده.

وربما – كما حدث معي – لن تخرج منه كما دخلت.

فقط، تذكّر دائمًا: “أرجوك، لا تتأثر.”

لكن لا أعدك أنك لن تتأثر.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق