حجر الصبر > مراجعات رواية حجر الصبر > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

حجر الصبر - عتيق رحيمي, صالح الأشمر
تحميل الكتاب

حجر الصبر

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"بعد أداء الصلاة، ظلت جالسة على السجادة، لكي تستمع إلى المُلّا وهو يعظ متناولًا هذا اليوم من أيام الأسبوع: 'واليوم هو يومٌ دامٍ، لأنه في يوم ثلاثاء نزفت حوّاء دمًا نجسًا للمرة الأولى…" - حجَر الصّبر للأفغاني عتيق رحيمي 🇦🇫

قرأت الترجمة العربية (صالح الأشمر) لهذه الرواية الأفغانية الحائزة على جائزة الجونكور الفرنسية لعام ٢٠٠٨، وهي جائزة رفيعة ولكنها لا تخلو من أجندات سياسية وثقافية، شأنها شأن العديد من الجوائز العالمية. أبدأ المراجعة بهذه المقدمة لأني سئمت نمط الأعمال التي تحصد جوائز لتقديمها أنماط ونماذج تتوافق مع رؤى سائدة حول المشرق دون أن تأت بجديد على صعيد الإبداع الأدبي، وهو ما شعرت به تجاه هذه الرواية.

بدايةً، الرواية هامة ومؤلمة، إذ تستلهم قصة مقتل الشاعرة الأفغانية ناديا أنجومان على يد زوجها وهي بعد لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها في حادث معتاد (للأسف) من العنف ضد المرأة في أفغانستان. يجعل المؤلف والمخرج رحيمي من بطلة الرواية شهرزادًا تحدث زوجها المجاهد المصاب بشلل جسدي ودماغي يوميًا، فندلف من خلال حكاياتها إلى واقع شديد الظلامية يفرض نفسه على النساء في البلاد ما بين انتهاك جسدي ومعنوي بشتى الطرق.

تتصاعد وتيرة الأحداث/الحكايات، وتتعاظم معها رغبة المرأة في التمرد ومواجهة زوجها بوقائع صادمة كي تنتقم لآدميتها المُهدرة على يد الرجل وعائلته، وصولًا إلى إخباره بأن أبناءه ليسوا من صلبه وإنما من صلب شاب أتى به المُلّا سرًّا بعد أن لجأت إليه والدة زوجها (وهي حبكة مفتعلة تخل بمصداقية الخط الدرامي). قد يكون أفضل ما في هذا العمل أدبيًا هو براعة رحيمي في تصوير حالة التخبّط والارتباك التي تعتمل في نفس المرأة، فهي تكره زوجها الذي طالما أساء معاملتها، ولكنها ترعاه كي لا تصبح أرملة يتحكم فيها المُلّا. في الوقت ذاته، تستعين المرآة بالقرآن وبأسماء الله الحسنى كي يُشفى الزوج، إلا أنها تستقبل شابًا وتمكنه من نفسها عدة مرات. اختار رحيمي نهاية رمزية للرواية، مفادها أن القمع والعنف لم ولن ينته بمجرد مرور الوقت أو مواجهة المعتدي، وهو يستنسخ هنا مقتل الشاعرة الأفغانية في مشهد فظيع يترك القارئ منهكًا وغاضبًا.

تدور جميع أحداث العمل في غرفة متواضعة تعزز من شعور اختناق البطلة، والحق أن القصة جديرة بالاحترام، إلا أن الأدب -برأيي- لا يمكن اختزاله في القصة وحدها أو في الرسالة التي يُبشّر بها أو الممارسات التي يندد بها.

#Camel_bookreviews

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق