"لا يأتي شيء صدفة يا صديقي، الصدأ على القلب لا يولد من لحظة، لكنه يتراكم فوق بعضه طبقات، ومن يحبك سيحاول كشط ذلك الصدأ بأي شكل، سيسأل على الأقل 'لماذا' قبل أن يأخذ تجاهك أي رد فعل…" - يجذب المعادن ويحب الكلاب لمحمد البرمي 🇪🇬
قرأت هذه المجموعة القصصية التي فاجأتني لمدى دقة توصيفها لأوجاع أعرفها جيداً وأسى يعرفني تمام المعرفة. يعبر البرمي بلغة مباشرة عن مخاوف وهواجس وأحزان هائلة في نصوص قصيرة، كثيفة، لا تصدر سوى عن شخص أدرك حتمية التعرّي من أجل كشف مكنون النفس وطرح ما يثقلها أمام أعين القارئ.
وجدت تتابع القصص وصولاً إلى "عزيزي ويلسون" موفقاً لحد بعيد، إذ تختزل القصة الأخيرة رسائل بمثابة عين التجربة، يشاركها معنا البرمي دون أن يوجّه حديثه إلينا بضمير المخاطب، حيث يقول "حولي الكثير لكنني وحدي، أتحدث كثيراً لكنه حديث المضطر." أعتقد صدقاً أنه قد حرر العمل بأكمله مضطراً، بدافع ينبع في الوجدان ويتجاوز قيود الأسلوب الأدبي، وهو ما جعل القَصّ بهذه السلاسة والعفوية.
لا يُنظّر المؤلف ولا يؤدلج، فقط ينساب، وهو أمر صعب على من لم يختبر "تيار" العواطف التي تؤجج النص.
#Camel_bookreviews