الجريمة والعقاب الجزء الثاني > مراجعات رواية الجريمة والعقاب الجزء الثاني > مراجعة Mohammed Makram

الجريمة والعقاب الجزء الثاني - فيدور دوستويفسكي, حسن محمود
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تمت الجريمة في الجزء الأول و بدأ العقاب مبكرا جدا يكاد يكون من بداية التفكير في الجريمة و العذاب النفسى و البدنى يلاحق راسكولنيكوف القاتل المثقف

إن الخطأ هو الميزة الوحيدة التي يمتاز بها الكائن الإنساني على سائر الكائنات الحية. من يخطئ يصل إلى الحقيقة. أنا إنسان لأنني أخطئ. ما وصل امرئ إلى حقيقة واحدة إلا بعد أن أخطأ أربع عشرة مرة وربما مئة وأربع عشرة مرة ! وهذا في ذاته ليس ما يعيب. لك أن تقول آراء جنونية، ولكن لتكن هذه الآراء آراءك أنت. لأن يخطئ المرء بطريقته الشخصية، فذلك يكاد يكون خيرًا من ترديد حقيقة لقّنه إياها غيره. أنت في الحالة الأولى إنسان، أما في الحالة الثانية فأنت ببغاء لا أكثر.

الحقيقة لا تطير، أما الحياة فيمكن حنقها. إلى أين وصلنا من هذا الآن ؟ نحن جميعًا، بغير استثناء، سواء في ميدان العلم، أو الثقافة، أو الفكر، أو العبقرية الخالصة، أو المثل الأعلى، أو الرغبات، أو الليبرالية، أو العقل، أو التجربة، نحن في كل شيء، في كل شيء، في كل شيء، نعم في كل شيء، ما زلنا في الصفوف الإعدادية لدخول مدرسة الثانوية ! نحب أن نكرر ونمضغ آراء الآخرين، وتعودنا على ذلك ! أليس هذا صحيحًا ؟ أليس الأمر كما أقول ؟ أليست هذه هي الحقيقة ؟

و لو نظرنا الي جميع انواع البشر لحق لنا ان نسأل من هم اولئك الذين يصمدون في الواقع للامتحان و يبرهنون على انهم اخيار طيبون

إن الإنسان يعتاد كل شيء، يا له من حقير

لماذا تبدو لهم فعلتي شاذة إلى هذا الحد؟ ألا انها جريمة؟ ماذا تعني كلمة جريمة؟ إن ضميري مرتاح. صحيح أن جريمة قد وقعت. صحيح أن نص القانون قد اخترق وأن دما قد سفك. فإذا كان الأمر أمر تقيد بنص القانون فأقطعوا رأسي ولنسكت ! ولكن يجب أن نذكر في هذه الحالة أن كثيرا من العظماء الذين احسنوا إلى الإنسانية ولم يكونوا قد ورثوا السلطة وراثة وإنما استولوا عليها إستيلاء. كان ينبغي أن تقطع رءوسهم منذ خطوا خطواتهم الأولى. أن الفرق الوحيد بين هؤلاء وبيني هو إنهم قد احتملوا ثقل أفعالهم فكان ذلك مبررا لهم، اما انا فلم أقدر على الصمود إذا كان لا يحق لي ان اجيز لنفسي القيام بتلك المحاولة

صراع بين الوجود و العدم .. بين الإيمان و الإلحاد ... بين الأخلاق و الحاجة

قال الكاهن لكاترين:

الله رحيم . أملي في عون الرب

-هو رحيم ولا شك ، لكنه ليس رحيما بنا نحن

- هذا اثم يا سيدتي ، هذا اثم

فصرخت مشيرة إلى المحتضر "زوجها":

وهذا ، أليس إثما؟

تُرى أين قرأت أن رجلاً محكوماً عليه بالإعدام قد قال أو تخيل قبل إعدامه بساعة أنه لو اضطر أن يعيش في مكان ما، على قمة، فوق صخرة، بموضع لا تزيد مساحته على موطئ قدم، وكان كل ما حوله هوةً سحيقة، خضماً كبيراً، ظلمات أبدية، عزلةً خالدة، زوابع لا تنقطع، وكان عليه أن يبقى واقفاً على موطئ القدم هذا مدى الحياة، بل ألف سنة، بل أبد الدهر، لظل مع ذلك يؤثر أن يعيش هذه العيشة على أن يموت فوراً، أن يعيش فحسب، أن يعيش! أن يعيش أي عيشة، ولكن أن يعيش.. نعم، أين قرأت هذا؟ ما أصدق هذا الكلام! رباه، ما أصدق هذا الكلام

ماذا يفيده وماذا يجديه أن يستمر في الصراع والكفاح؟ أيحيا من أجل أن يوجد؟ ألا انه كان طوال حياته مستعدا لأن يضحي بوجوده ألف مرة في سبيل فكرة، في سبيل أمل، بل وفي سبيل تحقيق نزوة! إن الوجود في حد ذاته لم يكن كافيا له في يوم من الأيام وإنما هو كان يطمع دائما في أكثر من ذلك! ولعل اعنف رغباته كان وحده السبب في انه ظن نفسه انسانا يجوز له مالا يجوز لغيره

هكذا بهذه الأسئلة إنما كان راسكولنيكوف يعذب نفسه، فكان الإهتياج الذي يحسه من ذلك يستحيل إلى نوع من التلذذ. على ان هذه الأسئلة ليس فيها شيء غير متوقع. إنها غير جديدة عليه، بل هي قديمة جدا. وهي تعذبه منذ زمن طويل. نعم لقد كانت هذه الأسئلة تعذبه وترهقه وتمزق قلبه منذ زمن طويل. لقد كان هذا القلق يشب في نفسه وينمو ويتراكم منذ زمن طويل.. ونضج هذا القلق في الآونة الأخيرة، وتركز وتكثف، فإذا هو يتخذ صورة سؤال رهيب، سؤال وحشي عجيب مسعور، يضني قلبه وفكره، ويطلب جوابا لا سبيل إلى تحاشيه

في حاﻻت المرض تتميز الأحلام ببروز قوي وشدة خارقة، وتتميز كذلك بتشابه كبير مع الواقع، قد يكون مجموع اللوحة عجيبا شاذا، ولكن الإطار ومجمل تسلسل التصور يكونان في الوقت نفسه على درجة عالية من المعقولية، ويشتمﻻن على تفاصيل مرهفة جدا، تفاصيل غير متوقعة، تبلغ من حسن المساهمة في كمال المجموع أن الحالم ﻻ يستطيع أن يبتكرها في حالة اليقظة ولو كان فنانا كبيرا مثل بوشكين أو تورجنيف. وهذه اﻷحﻻم، أعني اﻷحﻻم المرضية، تخلف دائما ذكرى باقية، وتحدث أثرا قويا في الجسم المضعضع المهتز المختل

لئن لم يكن في هذا العالم شيء أصعب من الصدق والصراحة، فلا شيء في العالم أسهل من التملق. فالصدق إذا اندس فيه عشر معشار من الكذب سرعان ما يخالطه نشاز فتقع فضيحة. أما التملق فإنه إذا كان كذبًا من أوله إلى آخره، يظل سارًا وممتعًا، فالشخص يصغي إليه شاعرًا بلذة إن لم تكن لذة سامية فهي لذة على كل حال. ومهما يكن التملق مفضوحا فإن نصف المديح على الأقل ينطلي على الممدوح. يصدق هذا على جميع طبقات الناس في المجتمع. ان في وسعك أن تغوي بالمديح أطهر فتاة فما بالك بغيرها

في النهاية لا يطهرنا الا الحب و الحب فقط

لقد بعثهما الحب بعثاً جديدأ، إن قلب كل منهما يفجر في قلب الآخر ينابيع حياة لا تنضب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق