قنديل أم هاشم > مراجعات رواية قنديل أم هاشم > مراجعة [email protected]

قنديل أم هاشم - يحيى حقي
تحميل الكتاب

قنديل أم هاشم

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

قنديل أم هاشم تعتبر من كلاسيكيات الأدب العربي وربما تكون أشهر أعمال الراحل العظيم يحيي حقي

تلك الرواية القصيرة التي كتبت في منتصف القرن الماضي تستحق ان نقول عنها أنها من أصدق وأدق ما كتب عن التباين الحضاري والثقافي الكبير بين الشرق والغرب ، عن الايمان المطلق بالمادة في الغرب ونقيضه في الشرق من موروث ديني وحضاري وروحاني .

لغة يحيي حقي الجميلة البسيطة والبليغة في آن واحد عبرت على لسان الراوي في القصة عن الصدمة التي تحدث للشباب المسلم والعربي حتى الى وقتنا هذا عند السفر لأوروبا وانبهارهم واكتشافهم لحجم الفجوة الحضارية (علميا ) والتباين الكبير (أخلاقيا) بين الشرق والغرب ، بين الانفتاح وعدم وجود قيود على الحريات الشخصية باسم العلمانية والسعي لتجنيب الدين عن المجتمع ومانشأ عليه بطل القصة اسماعيل في موطنه من تجربة روحانية ودينية ترسخت فيه من طفولته فهو ابن القرية وابن حي السيدة زينب القاهري وما أدراك ما السيدة زينب وارتباط المصريين الكبير بها وبكل آل البيت.

هذه الصدمة التي ادت الى صراع ثقافي داخل نفس بطل الرواية بعدعودته من أوروبا بخلفية جديدة مادية تماما جعلته ينظر نظرة مختلفة لبعض العادات التي أعاد اكتشافها من جديد و التي تصل للأسف لمرتبة الجهل ولا تمت للدين بصلة .

استطاع الاديب الكبير يحيي حقي أن يوضح المعادلة اللازمة لحل هذا الصراع داخل نفس اسماعيل بما فعل من مراجعته لنفسه ويقينه الذي ترسخ في نفسه في ليلة القدر أن لا علم بلا إيمان فلا يوجد كتاب سماوي حض على العلم مثل القرآن الكريم ولن تكون هناك نهضة كبرى لبلادنا الاسلامية والعربية الا بتحقيق هذا التوازن بين تمسكنا بديننا وقيمنا وحضاراتنا والسعي لتحصيل العلم والاهتمام به وجعله في مقدمة أولوياتنا .

قنديل أم هاشم رواية ممتعة ربما تحن لقرائتها مرات ومرات ، كلمات يحيي حقي في الرواية بقدر ما هي مليئة بالمرارة على ما يراه من وطنه من جهل وفقر ومرض بقدر ما تجد ايضا من إيمان كبير من أمل في التقدم والنهضة وهو ما نراه في ذلك الاقتباس

" ودار بعينيه في الميدان ، وتريثت نظرته على الجموع فاحتملتها وابتدأ يبتسم بعض النكات والضحكات التي تصل هي و ﺍﻟﻨﺪﺍءﺍﺕالتي يسمعها بأيام صباه ... ما يظن أن هناك شعبا كالمصريين حافظ على طابغع وميزته ، رغم تقلب الحوادث وتغير الحاكمين (ابن البلد) يمر أمامه كأنه خارج من صفحات الجبرتي . اطمأنت نفس اسماعيل وهو يشعر أن تحت أقدامه أرض صلبة .ليس أماه جموع من أشخاص فرادى ، بل شعب يربطه رباط واحد : هو نوع من الإيمان ، ثمرة مصاحبة الزمان ، والنضج الطويل على ناره."

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق