يمتعنا الكاتب بحكايات من رحلتة بالحياة و التي خلفت له الذكري و تركت فيه الأثر الذي ينقله متواريا بكل سلاسة.
يبرع الحكاء بلال فضل في سرد ملامح من سيرته و لا أقول مذكراته فهي حياته التي يؤرخها بطريقته في كتابة السيناريو بموقف تلو الآخر مشكلا عنقود الحكايا الذي زينه بقطوف من هنا و هناك.
ثلاث عشرة حكاية يرويها بلال فضل. كان هو بالطبع الرابط بين هذه الحكايات و لن أقول بطلها ، لأني لمست فيها أو من ورائها أبطالها الحقيقين و إهتماما خاصا بالإنسان.
الأولي حيث فراغ الشباب الذي يقودك للتنقيب في ماضي أحدهم فتصبح فريسة و ملهاة لآخر.
الثانية عن الارتباط ب أثر ما و الذي ينتهي بالتعرف علي تفاصيل حياة تشكل مأساة إجتماعية خارج حدود التصديق.
الثالثة تأتي بروح الفكاهة و السخرية من صعلكة الشباب و ضريبة البدايات.
الرابعة و فاجعة النهايات للباحثين عن الشهرة و النجومية رغم وعيهم بإستغلالهم و إقتناصهم كفرائس ثمنها النعيم المؤقت.
الخامسة حيث المآلات الكارثية لذل العوز و الحاجه و لحظة الإنفجار و الخروج عن العقل و الإدراك.
السادسة كما عنونها الكاتب حيث الإستسلام للمرارة ، و البقاء في الماضي دون محاولة تجاوزه.
تأتي السابعة صادمة و فاضحة للكثير ممن حولنا الذين يبدون ظاهرا منمقا ، و يخفون باطنا يمثل كارثة و فضيحة لا يمكن توقعها منهم.
الثامنة و العودة لروح الفكاهة و طيش الشباب و السخرية من الوقوع في أسر الوهم و الخيال.
التاسعة حول واقع سياسي عربي مأزوم تخضع فيه الصحافة للمساومات و المقايضات إرضاء لرغبات السلطة أو حلا لأزماتها.
العاشرة ظاهرها مزايا التكنولوجيا و باطنها سفاسف الأمور التي قد تكون خطايا في طريق جديد و شاق.
الحادية عشرة و ظاهرها روح الفكاهة و باطنها مأساة و سيرة عائد من نكسة يونيو بآثارها الكارثية.
الثانية عشرة حول الجامعة المصرية و أزمة قيادتها في قبول الإختلاف و إحترام حرية الصحافة.
الثالثة عشر ختمها بلال فضل بمتاعب الصحافة و ثمن أن تكون حرا في زمن يصعب فيه قبول من يغرد خارج السرب و مشكلة أن تصبح طرفا يتم إستغلاله في صراعات داخل أذرع السلطة و أدواتها.
محطات مختلفة في رحلة غير مملة علي الإطلاق و تمثل لمحبي التاريخ من أمثالي نظرات بين حنايا و زوايا الزمن و ما حمله من أحداث استدعاها بلال فضل و نفض عنها غبار النسيان أو السقوط من الذاكرة.