تفاحة أيوب > مراجعات رواية تفاحة أيوب > مراجعة dina hamdi

تفاحة أيوب - كاردينيا الغوازي
تحميل الكتاب

تفاحة أيوب

تأليف (تأليف) 4.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

من فترة قرأت للمرة الأولي رواية تفاحة أيوب علي تطبيق أبجد

و حقيقي مفيش كلمات تقدر توصف مدي حبي و تفضيلي لتلك الرواية باللذات ، و ممكن مهما اتكلمت مقدرش اوصف قد ايه بحبها و قد ايه هي أقرب روايات كاردينيا الغوازي لقلبي

في الواقع و من خلال غلاف الرواية توقعت انها هتكون سوداوية و لكن ما أدهشني هو الكم الهائل من الدفء الي كان مختبئ بين طيات الرواية ، الرواية بالنسبة ليا مش بس صراع بين الخير و الشر ، الرواية بتشمل صراع الإنسان في علاقته مع ربه صراع بينشأ عن خلل بيحصل في جوهر عقيدة الإنسان ، من البداية و علاقة أيوب بربه هشة حبل ضعيف و مهترئ بيعززه إيمان وورع جدته إيمانها تسلل لجذور لاوعيه و برغم أن أيوب بعد حادثة فقدانه لمراته و ابنته إلا وصل لعتبة الإلحاد إلا أن الحبل ده كان بيرجع يشده تاني يشده من غير ما ياخد باله انه بيشده حتي ، في الواقع لم أر أيوب للحظة ملحداً ، فالقضية لم تكن بالنسبة له قضية ايمان بوجود الله من عدمه كانت قضية رجل لم يتحمل عقله المحنة رجل يمتاز بذكاء تحليلي شديد و منطق متميز و لكن الإيمان لا يستقيم بالعقل فقط الإيمان في رأيي هو حالة من الانسجام و التمازج بين المنطق و العاطفة فبالرغم مما يمتلكه من ذكاء و منطق فالاثنان لم يسعفاه لكي يدرك و يتمكن من رؤية ما يقبع خلف البلاء ، فخلف البلاء كانت حياة ترك فيها الحرام للابد ، و خلف البلاء كانت نملاوي هناك منتظرة بعد زواج فاشل من الطفيلي الي اسمه غيث ، و فقدان لجنينها برده بسبب نفس برطمان اللزوجة برده ، لتكون سعادة نملاوي مع اخر شخص ممكن تتخيله و بزواج تم بظروف غير تقليدية زواج بدء برغبة بشعة في الانتقام من طرف أيوب الي كان بيلاحق طيف زوجته المتوفاة من خلال سارة ، مشاعره تجاهها بالنسبة ليا كانت قوامها الذنب ، الذنب تجاه زوجته الراحلة تجسد في شخص سارة فدفعه بشكل أو بأخر للاعجاب بيها ، رغم أنها مش من نوعية النساء الي بينجذب ليها بشكل عام ، علي عكس اختها نملاوي الي كان أساس بغضه ليها هو أن كون شخصيتها من النوع الي بيجذبه كرجل و ده الي خلاه ينفر منها تلقائياً مع حالة الذنب و كره الذات الي كان عايش فيها ، زواج زي ده و تم بالظروف ديه استمتعت و انا بشوف خيط غير مرئي متين بيربط أرواحهم خيط تسلل معاه حب و تعلق مش محتاج لكلمات منهم عشان يعبروا عنه ... حبيت رحلة أيوب و حبيت شخصية الشيخ و دوره المحوري في مساعدة ايوب علي ايجاد طريقة إلي الله الطريق الذي عجزت بصيرته عن رؤيته لأربعين عاماً فكان المحنة و الابتلاء و الانتقال لحي خاتون البداية

بالنسبة لسارة و نملاوي فمش هنكر أن علاقتهم الفريدة و ترابطهم ببعض كان من أحد عوامل الدفء في الرواية الي جانب علاقة نملاوي و أيوب طبعاً ، في الواقع انا حبيت جهاد اوي و بعد قراءة اول فصلين كنت فاكرة أن سارة البطلة و عشان انا شخص فضولي و بح*رق علي نفسي لما فضولي يصل لاقصي درجة فاتجهت لآخر فصل و هوب لقيت جهاد البطلة و زوجة أيوب او أرملته و الله اتنكدت وقتها و مرتحتش لغاية ما عرفت أنه مماتش الحمد لله و لا حاجة و منكرش أن ده اشعل حماسي اكتر للرواية و اه منكرش أن سارة عصبتني لما نبذت جهاد لفترة بعد زواجها من أيوب بس مستغربتش ده لاني كنت متوقعاه الصراحة

بالنسبة للأخوة العريم قابيل طبعاً لا صباح و لا مسا و لا كلمة كويسة و نهايته كانت ملائمة للخطيئة الي وقع فيها و تمكنت منه و كانت بتحركه في كتير من أفعاله و هي خطيئة الطمع الناتجة عن احساس بالنقص تجاه اخوه و الي بيخليني افكر دلوقتي إن اسم قابيل كان ملائم ليه جدا

أما بالنسبة لهارون و ادم هبدأ بهارون الصراحة هو شخصية مثيرة جدا للاهتمام الحقيقة و عندي فضول اعرف اي نوع من الاضطراب النفسي أو الخلل الي يخليه عنده هذا الهوس بالانتحار مع هذا الخوف الشديد منه التناقض ده الي خلاني منبهرة من مدي واقعيته كشخصية تعاني من عدد لا بأس به من الاضطرابات و ربما الأمراض النفسية لننتقل لأدم الي بيثقله ذنبه نفسياً لدرجة أنه وصل أن الألم النفسي اترجم لمشكلة عضوية نابعة من الحادثة الي سببت عقدة الذنب ديه ، الم مقدرش لا يتعامل معاه و لا يعالجه فلجأ لدفنه و تصدير برسونا قناع بيلبسه بيغطي فيه طبيعته الحقيقية الي تعمد دفنها في قبر ريم لذلك بصراحة اتمني اشوف أجزاء تانية بتدور حول رحلتهم رغم اني حابة أن تفاحة أيوب رواية منفردة بس الفضول بصراحة

كالعادة رحلة ممتعة و كعادتي مع روايات كاردينيا بشوف فلفسة مميزة في تناول الشخصيات الي بترتكب خطايا فلسفة قوامها الرحمة فمش بتشيطنهم و لا بتبرر خطيئتهم ببساطة بتتناولهم علي انهم بشر بكل تعقيداتهم و بكل جوانهم النفسية

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق