فيما يشبه السيرة الذاتية؛ تتناول الرواية حكاية فتاة في عمر الست سنوات تصنع عالمًا سحريًّا باسم عالم بانا وتهرب إليه عندما لا يكفى العالم وعندما تتعرض للخذلان، ومدخلها للعالم السحري حصان خشبي ورغم ذلك يستطيع الطيران واسمه «عاثر» وربما الاسم هنا احتفاءً بمقدار العطاء الذي يمكن أن يقدمه من يصمهم العالم بالفشل، ولا يعيرهم انتباهه، ولا ينتظر منهم شيئًا.
أما عن عالم بانا من الداخل فهو يتسع فقط لما تحب ومن تحب، ومن يسيء السلوك ولا يتمتع باللطف الكافي فيكون عقابه هو الطرد النهائي من عالم بانا، وهل هناك عقاب أقسي من أن تنفي أحدهم من الخيال.
وتكبر الفتاة وتقع في حب معين الذي لم يكن له من اسمه نصيب، ومفارقات الأسماء هنا هي دعوة لعدم الانخداع بما تتظاهر به الأشياء، فذلك حصان خشبي يسمى عاثر يمكنه الطيران، وهذا شخص لامع من الخارج وثقب أسود من الداخل يبتلع كل من حوله. تنتهي الحكاية برفضها الواقع وقرارها الرحيل التام لعالم بانا في الخيال، حيث أمكنها أن ترسم عالمًا كما تحب.