خداع واحد ممكن > مراجعات رواية خداع واحد ممكن > مراجعة Abeer Kiwan

خداع واحد ممكن - رضوى الأسود
تحميل الكتاب

خداع واحد ممكن

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

"الصَدَفة تحمل صوت البحر في داخلها لأنها على يقين مهما بعدت ابو أبعدتها الأحداث أو الظروف عن البحر سوف يأتي اليوم الذي ستلتقي به وتكون محاطة من الداخل والخارج بامواجه... نحن ككائنات إنسانية محاطين بالألوهية التي تغلف كل شيء من الخارج والداخل، لكن فقط يبقى أن نسمع هذا الصوت في داخلنا ليضعنا في الطريق الذي سيوصلنا إليه.

هي العبارة حسيتها بتشكل المغزى البعيد وما أرادت الكاتبة تمريره لنا: "العودة إلى الذات" .. والرواية كانت تمثل حياة متكاملة لما نعيشه ومايحدث معنا جميعا.

_ حبكة قصصية جميلة..

_ترتيب زمني مبعثر لكنه مرتب بتسلسل يفهمه القارئ ويتشوق له بطريقة ساحرة ذكية... وكأن الرواية مصورة بمشاهد نراها ولا نقرأها...

_ لغة متينة و فيها عمق وبعضها من باب الشغف رحت ابحث عن معانيها و تعجبت باستخدامها بالسياق المناسب مثل كلمة "وطر"، لما استخدمتها الكاتبة عندما كان حازم يتحدث عن حياته مع زوجته.. وهذه الكلمة "هي من الحقوق التي أقرها الإسلام للزوجة على زوجها" وكنت تريدين إيصال الفكر الوهابي الذي تأثر به حازم ..

_ طرح مفاهيم ومصطلحات لأشياء اجبرتني كقارئ طوعا لابحث واتعمق فيها: الاناكوندا، الاياهواسكا، الايورفيدا، الكامب، الخ...

_ التصوف والارتقاء الروحي للكاتبة واضح جدا فيها، وتناول مواضيع روحية عميقة تظهر الوعي المتمخض عن التجربة والفهم الجميل للزمن والأشخاص والحياة بشكل عام.

_ التحليل النفسي لشخصيات الرواية وكأنك مختصة بعلم النفس .. مع وصف محطات الرحلة و استكشاف للكنائس والمتاحف و الاماكن بشكل موثق.... كان واضح جدا المجهود المبذول فيها... فضلا عن اهتمام الكاتبة بفن العمارة وتاريخها والذي تجلى واضحا في الوصف الدقيق لها.

_ وكما استشفيت (من خلال الفترة البسيطة التي عرفت فيها الكاتبة، والعميقة في تأثيرها)، ميلها لأن تكون حقيقة و تلقائية، كان هذا العمل حقيقي جدا ويشبهها إلى حد كبير.

أما عن "خداع واحد ممكن"، فنحن جميعا نقع في فخ خداع أنفسنا واقناعها بالأفضل ونكرر أخطائنا مرة تلو الأخرى لأننا لانسمع الصوت المنبعث من أعماقنا أياً يكن تسميته حدس، أو رؤية ... فالقدر في كثير من الأحيان يلعب دوره.. لأنه كما يقال انه قدّر على الإنسان أن يصاب بنسيان متعمّد وتبقى رؤاه أو حدسه إشارة من الحياة فقط لكنه لا يستطيع تجنبها أو تفاديها... يكون مدفوعا لأن يعيشها بكامل إرادته الحرة واختياره الظاهر... يكذب نفسه ويتجاهل انذارتها المبكرة له ... حتى أنه عاجز على أن يشكل مخصصا أو احتياطيا للخسارات المحتملة أو المتوقعة الحدوث... كما يفرضه واقع العمل أو تعليماته أحيانا... لكن للأسف للحياة وجه آخر تماما... لا يرضى الا ان يخوض التجربة مدفوعا بغباءه و لا مبالاته... غير آبه بالنتائج.. وبعدها يعود إلى مونولوجه مع نفسه يتفاخر انه كان على يقين بما سيحدث معه... إنها فعلا سخرية القدر، كما حدث مع احلام انها كانت متيقنة ان رأفت القفاص كان ثملا عندما خرجا سوية و كان يقود سيارته .. وكانت النتيحة خسارة جنينها.. أو عندما كانت متوقعة ان كامل الحلواني كان قد ارتكب الجريمتين.

و لخداع النفس أوجه عدة.. نحتاج احيانا لحدث أو شخص ليخرجنا من تجربة وقعنا في فخاخها .. كزوجة حازم مثلا.. قرار طلاقها لم يكن ثقيلا حيث تقبلته وهي مبتسمة كأنها كان تنتظره أن يقرر بانهاء حياتهما التعيسة.. عوضا عنها.. وكأنها كانت مستسلمة للقدر.. وكذلك حازم كان يخدع نفسه... بالاستمرار بهذا الهراء لولا صدفة علاجه بالنبتة واليوغا معا...

واخيرا الحب هو حقيقتنا السرمدية... منه خلقنا وجُبِلنا... وهو الشيء الوحيد الذي لايمكن خداع أنفسنا به ونكون متيقنين منه و لا ترفضه أعماقنا مهما حصل واختلفنا وافترقنا و حتى في الموت... لأن الله محبة وفقط".

شكرا من القلب الأستاذة رضوى الأسود الكاتبة المبدعة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق