مدام بوفاري > مراجعات رواية مدام بوفاري > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

مدام بوفاري - جوستاف فلوبير, محمد مندور
تحميل الكتاب

مدام بوفاري

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"إذ ليس في وسع الإنسان أن يحدد بالدِّقة التامة مقدار حاجاته، أو آرائه، أو أحزانه، وما الكلام البشري إلا كالإناء المعدني المصدوع، الذي ندق عليه الألحان لترقص الدببة، بينما نحن نصبو إلى أن نهزّ النجوم." - مدام بوڤاري لجوستاف فلوبير 🇫🇷

أخيراً قرأت ترجمة رواية مدام بوڤاري التي طالما تصدرت قوائم أفضل الأعمال الأدبية في التاريخ، وكنت عاقداً العزم على قراءة ثلاثة من تلك الأعمال في العام الحالي (مدام بوفاري - الجريمة والعقاب - عناقيد الغضب). كان لجوستاف فلوبير أثراً مهولاً على الأدب الفرنسي، يظهر جلياً في أعمال زولا وموباسان وبروست وغيرهم الكثيرين، وكنت متشوقاً للتعرف على أسلوبه.

بداية، تمثل شخصية إيما (مدام بوڤاري) نمطاً إنسانياً نعرفه جميعاً، وهو الشخص الذي تتسع الهوة بين واقعه وأحلامه، فيضيق بالواقع ويعيش في مملكة أحلامه، باذلاً كل ما في وسعه ومضحياً بكل من حوله. القصة نمطية، ولكن الرواية كانت فضائحية حين صدورها في منصف القرن التاسع عشر، وذلك لتعاطيها مع الخيانة الزوجية وفساد النفوس والذمم في ذاك الوقت، في استعراض فاضح لتفسخ المجتمع الفرنسي آنذاك. يُسفّه العمل كذلك من قطاعات عديدة تشمل رجال الدين والتُّجّار والنبلاء بشكل متكرر، كما يدين الشخصية "الطيّبة" الوحيدة (الزوج) لسذاجته وانقياده وراء طموحات زوجة لا تأبه به.

ولعل أكثر ما استرعى انتباهي وأطربني في الرواية هو دقة اختيار فلوبير لمفرادته، وهو ما عرف عنه في جل أعماله (الكلمة المناسبة دوماً) وما أعطى الرواية بعداً أدبياً هائلاً على الرغم من بساطة القصة وتواضع إيقاعها وصولاً إلى ذروة تكاد تكون متوقعة مسبقاً. حتماً لا أرى هذا العمل جديراً بمصاف أعظم الأعمال الأدبية، وهي تصنيفات عادة ما تخضع للذوق الأوروبي وتتجاهل أدب القارات الأخرى باستثناء أدب روسيا (الذي يستحيل تجاهله).

#Camel_bookmarks

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق