الكونج > مراجعات رواية الكونج > مراجعة مروة أحمد

الكونج - حمور زيادة
تحميل الكتاب

الكونج

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بطلة الرواية هي "الكونج" القرية التي أدمنت التجمل!

يأخذنا الكاتب في مغامرة بين طرقات قرية سودانية وتعاريجها، أعلى الجبل وفي دهاليز البيوت.

رحلة تكشف عن أفكار ومعتقدات راسخة في عقول أهل القرية، يترتب عليها ظلم بداية من العائلة الصغيرة المكونة من زوج وزوجة وأطفال، وحتى الكيان الكبير الذي يسمى "دولة".

تبدأ الرواية بمشهد حابس للأنفاس، دقيق في تفاصيله، غامض وجوده في رواية ليست بالرعب ولا البوليسية.

مشهد قتل، لم يكن حادث قتل عجوز وفقط، كان أعمق من ذلك، قتل الفاسد وطعن مساعديه. لم تكن الجريمة بتلك السهولة، في لحظة وجود الأبنة وزوجها واكتملت الجريمة فلا بد أن هناك تواطئ من أحدهم ربما الأبنة في ذاك الفعل، ربما تشابكت المرأتين معًا!

ها أنا أفكر وأصنع الحكايات مثلما يفعل أهل القرية، أصحاب القصص والأساطير، الفضول يسري في دمائهم والنميمة هي حبهم الأول.

أُناس مثل غيرهم، يمارسون العنصرية: الرجال خير من النساء، تلك هي القاعدة الأولى التي يجتمع عليها الأغلبية، وعليه فإن معزوفة صراخ المرأة في جوف الليل أمر روتيني، لذا لن يتحرك أحد إلا إذا اقتربت من الموت.

ثاني قاعدة المسلم خير من الخواجة، فما بال الأهالي يضربون فتاتهم لأنها رأت خضر زوجًا... أم أن القاعدة بداخلها أخريات متفرعات، مثل أن أبن البلد خير من خارجها، وأبن القرية خير من القرى المجاورة، وبالتالي العرب خير من أهل الحضر، والعكس صحيح على حسب القائل من أي جهة!

الرحلة تستمر ونكتشف بمرور الصفحات أنه بالرغم من الضربة الأولى الموجهة للفساد في أولى الصفحات إلا أن الأمر لم يتوقف، وكأن ابتسام ولدت غيرها وشامة رحلت بعدما تأكدت من أن الفكرة لم تمت.

الأجيال تتوالى ولا يوجد تصحيح.. ينشغلون بالتجمل وطمث كل دليل عليهم، لتظل قرية "كونج" بريئة في النور وفي الظلام يتهامس الجميع بعكس ذلك..

من المخطئ ومن العاقل، لا أحد يعرف، جل ما نعرفه أن فساد الرؤوس الكبيرة يمهد لنا وللأهالي أن الخطأ يصلح فعله في الظلام ورويدا يمكن ظهوره في النور... وما أكثر الحكايات وتأليف الأساطير.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق