أرض الغربان > مراجعات رواية أرض الغربان > مراجعة نُهي

أرض الغربان - أحمد عصام الدين
تحميل الكتاب

أرض الغربان

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

اسم الرواية : أرض الغربان

الكاتب : أحمد عصام الدين

دار النشر : دار كيان للنشر والتوزيع

التصنيف : من الصعب جدًا تصنيف الرواية إلا بعد قراءتها فهي رواية نفسية فلسفية رمزية خيالية

الرواية -منذ سطورها الأولى- تنذرك بأنَّها موجهة خصيصًا لقارئ محترف، صبور، شره لوجبة روائية نفسية، فلسفية، خيالية ،دسمة كل الدسم ولا شك أنك ستدرك ذلك عقب تأملك لعنوان الرواية (أرض الغربان )

ماذا ان وجدت نفسك في مدينة تقع علي شاطئ البحر ، مدينة حيث اللازمان ، مدينة لا تشبه مدن البشر الحالية مدينة رزقها من البحر وإلي البحر ، لا يتعامل فيها الناس بالأوراق النقدية التقليدية ولكن بنظام المقايضة ، يمنحون البحر أغلي ما يملكون ليجود عليهم بالرزق ، مدينة تدرك جيداً قيمة العلم وأهمية القراءة ، مدينة يتحدد عمر سكانهم بألوان قمصانهم ويتوسط القمر سماءها ، وكل شخص يرى القمر بصورة مختلفة ، منهم من يراه ابيض براق ومنهم من يراه أسود داكن وهناك من يراه أحمر متوهجا ، إلا أنه يمثل للجميع مكانة كبيرة وتنعكس من خلاله شخصية كل فرد في المدينة ، مدينة برغم اختلاف سكانها عن سكان المدن الحالية في كل شئ وبخاصة طريقة المعيشة ، إلا أن شئ واحد لم يستطيعوا أن يغيرو وهو شبح " الفقر ".

وهناك علي الجانب الاخر " مدينة الظلام" ، مدينة تغطيها ستائر الظلام الحالك ، يشعر كل من يدخلها بخوف عظيم ، الانتقال هناك ليس بالشئ العين ويتطلب تضحية كبيرة ، إنها مدينة تختلف خريطتها من شخص لآخر ، ولا يتفق وصفها من إنسان لآخر ، فالعقل يدفع الإنسان نحوها والعاقل لا يذهب إليها أبدا.

ملخص بدون حرق للأحداث

تبدأ الرواية مع (فارس)هذا الشاب المتخبط بين ما يريد وبين ماهو عليه ، فارس الناقم علي كل ما هو حوله وبخاصة البحر الذي يراه يأتي بالكنوز لمن لا يستحق ويبخل عليه بكل ما يتمني ، فلا يمنحه سوى أوراق بالية وأغراض قديمة تلتقطها شباكه ومع كل مرة يظن فيها إن البحر سيجود عليه من خيراته ، يحدث معه ما يخيب ظنه لتزداد نقمته اكثر، وتزداد بداخله الرغبة في الثروة والنفوذ والسيطرة ، ولكن في طريقه لتحقيق حلمه يفقد الكثير مما هو مؤمن به في حياته ، فهل ستنتصر القناعة علي الأنانية لدي فارس؟ أم سيعود قبل أن يفقد كل ماهو مؤمن به في سبيل تحقيق أحلامه ؟

جاءت اللغة رشيقة، وعذبة، وقوية، و كنت أعيد بعض السطور والفقرات لأنني أحببتُ كيف تناغمت الحروف معًا ليخرج ذلك النص المبهر.

-الشخصيات:- مرسومة بدقة شديدة، على اختلاف أنواعها،ولكن كان صاحب الرسم الدقيق هو شخصية "فارس" البطل والراوي في أن واحد ولكن لا تكتملُ إلا بجميعها، فلو انتقص شخصٌ لما وصلنا إلى النهاية.

- الحوار:-قُدم الحوار بشكل ممتاز ومتنوع ، ساهم في توضيح تغيرات وانفعالات البطل مما يجعل اننا نعيش صراعه وتالمه وشقائه علي مدار رحلاته.

-الأحداث:-جاءت الأحداث سريعة بعض الشئ ، وذلك لدقة الكاتب في سرده للأحداث بدون ترك مجال لملل.

-الأسلوب:- الأسلوب متميز بطريقةٍ تسلب العقل تجعلك تلتهم الصفحات تباعاً لمعرفة النهاية ،فقد اعتمد الكاتب أسلوباً مميزا فبالرغم من سهولته الا أنه يحتاج الي تركيز أثناء القراءة

-النهاية:-غزلت النهاية بعناية من خيوط تلك الأحداث التي أدت الي كشف الالغاز بدون أية ثغرات فقد جاءت متناسبة مع أحداثها السريعة مما جعلها موفقة.

ومرة أُخرى نحصد منتج أدبيًا غاية في الإبداع من قلم أحمد عصام الدين

وفي النهاية لقد غرقت في هذا العالم ، وأحببتُ شخصياته وأحببته كما هُوَ، لذا نصيحة لمن سيقدم على قراءة الرواية: اقرأ الرواية كطفل يحب الخيال ويجد فيه متعة وتسلية، وكلاعب يلعب مع تقنيات وأساليب الرواية التي بين يديه فلا تتسرع لتعرف النهاية، وكشيخ حكيم يدرك أنه سيجني ثمار ذلك العمل بعدما يقرأ كل جزءٍ منه بهدوء. وذلك ليس أمرًا وإنما هي نصيحة قارئة أحبت النص بشدة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق