تتمثل في ذهني عبارة أبو حيان التوحيدي وهو يقول: "أشكلَ على الإنسان الإنسان" تتساءل لأي حدٍ قد نختلف -أي نحن البشر- لمَ نُعِد ما هو غير طبيعيًا لدينا غير طبيعيًا لدى الآخرين؟ هل أنفسنا هي المقياس! أهو بما هو غالب؟
الغريب كان غريبًا للحد الذي يجعله غريبًا عن الوجود ذاته، الذي خالف فيه البطل السجية الفطرية في التشبث، عِوضَ ذلك صار لديهِ سيان أمات اليوم أم بعد سنين، أَقُتِل أم مات موتًا طبيعيًا، بطلا غريبًا ولا يُعد أي حدثٍ جللٍ غريب، بل يُحس ببداهية الحدث عوض أن يُحس ما يقتضيه من شعور.
رواية تحس بغربة وأنت تقرأها، فرُغم برودة البطل تجاه الأحداث إلا أنّك تشعر باللوعة عِوضًا عنه، حزنًا مريرًا بأن يكون كل شيء سطحي لهذا الحد، فنحنُ اعتادنا أن نلبس أي حدثٍ معنًا عميقًا إلا أن الغريب ينزعه فيُحدث هوةً عميقة تنزف تساؤلًا فظًا تُرى أيُنا الغريب؟