هذا الإرث العظيم الصالح لكل زمان ومكان، السردية والرموز والدلالات في رائعة ابن طفيل أعظم وأشمل وأعمق من إختزالها وحتى إحتوائها فلو عُدت لها في كل مرة لتعرفت لأشياء أعظم ماكنت تعرفها،
تجريد الإنسان من الوجود ومن الأشياء والأفكار التي يتلقاها ليعيش على فطرة سليمة لا تشوبها شائبة، البحث عن أسئلة لأجوبة تظهر تلقائياً جراء الإحتكاك المستمر بالطبيعة وعناصرها وبالحيوان والنبات ترافقها العزلة وهذا بحد ذاته تتويجٌ لتلك الفِطرة،
وبسبب وجاهة تلك الأسئلة كان الطريق ل"حي بن يقظان" سليم ومبعبدٌ بالرضا والقبول، وتلك المراحل التي عبرها كانت منطقية بصورة تؤكد سلامة فطرته وتُكافئ ذاته على البحث والسعي وتنتهي بأن تُعرفه على نفسه الأخر فتنقله للضفة الأُخرى حتى لا يبقى في نفسه فضول من أي جانب، وليكون قراره في تلك العُزلة المُتسامية قرارٌ حر هو اختاره لا واقعٌ فطري فُرض عليه.