موتٌ صغير > مراجعات رواية موتٌ صغير > مراجعة أمل سلامة

موتٌ صغير - محمد حسن علوان
تحميل الكتاب

موتٌ صغير

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

موت صغير – تقييم – مراجعة – ملخص

كتاب يقع في مئة فصل وستمئة صفحة لم أدرك حقاً ما سبب فوزه بالبوكر لعام 2017 الا خلال رحلتي مع الكتاب ، أحسست حقا أن في حياة ابن العربي نوعاً من العادية الغير عادية التي تستحق أن تروى وأن يحتذى بها! نهجاً وروحاً ..

أكثر ما أثارني وأثر بي في سيرة ابن العربي هو توقه الدائم للمجهول الذي لا يدركه سواه ، كأنه يقرأ مستقبله ويكشفه وهو لا يكشفه حقاً ولكن يدركه! كنت أحياناً أرى في هذا نوعاً من المبالغة ، وأرى نوعاً وسنيناً عادية من الرتابة في حياته التي يسافر ويسعى فيها بين البلاد بلا هدف حي ومادي ! لكنني غفلت عن ذاك السبب الروحي الذي جعل من ابن العربي مشكاةً تنير طريق كثير من الباحثين عن تلك النزعة الروحانية ..

في سيرته هدي ووحي وشيئُُ لطيف شتّت رتابة أركاني وألان جمود حواسي ! " طهر قلبك أولاً " كانت تلك وصية أمه فاطمة .. قبل أن يلتقي ابن العربي بأي من أوتاده الأربعة الذين سيثبتونه في هذه الأرض ليصبح ولياً خالصاً ويعلوا مراتباً عند الله فيستحق بها لقب " الشيخ الأكبر " أو الكبريت الأحمر " استحق فعلاً اللقب والتقى بأوتاده الأربعة بعد رحلة طويلة بدأت من مرسية الى اشبيلية ثم الى فاس ومراكش والقاهرة ومكة ودمشق وحلب وبغداد وقونية وملطية ..وكان آخرهم شمس التبريزي الذي التقاه أخيراً في ملطية !

خلال رحلته عاش كأي انسان طبيعي ظهرت في حياته أربعة نساء تزوج منهن ثلاثة : مريم وأنجب منها زينب وتوفيت ابنته خلال الترحال ، وفاطمة وأنجب منها عماد الدين ، وصفية وأنجب منها سعد الدين ، وأما المرأة الرابعة فكانت نظام التي أحبها حباً شديداً حتى كتب فيها كتاب " ترجمان الأشواق " ولكنها لم تقبل الزواج به وتركته في حيرته سنوات حتى أعلنت بعد حين أنها وتده الثالث ! وذاك ما منعه عنها ..! ( أحسست بقليل من المبالغة في هذه القصة فما هذه العلاقة التي تربط بين اثنين متحابين وتمنعهما من الزواج لأن أحدهما هو وتد الآخر ! )

لكن هناك سر الهي في عقيدة الصوفية تلك .. في الكشف الالهي .. في اعتكافهم وقربهم من الله .. شيء أحببته وآمنت به لوهلة ..! شيء ما لن يجعل هذا الكتاب الأخير الذي أقرأه عن أحد المتصوفين أو لهم .. خلافاً لما حصل معي عندما انتهيت من قراءة قواعد العشق الأربعون الذي لم يكن بهذا العمق ولم يلمس روحي كما لمسها هذا الكتاب حقاً الذي كتب بلسان الشيخ الاكبر وقد أحسست حقاً انه كان بلسانه وقلبه رغم انه كان بكلمات محمد حسن علوان !

وبعد اطمئنانه ولقياه بأوتاده الأربعة قرر ابن عربي أن يعود ليختتم سنواته الأخيرة في دمشق التي آثر أن يلقى حتفه فيها ليموت حيث مات يسوع !

حزنت كثيراً على خاتمته المؤلمة .. من الممكن أن حبي لشخصية ابن عربي وتعاطفي معها هو ما أحزنني وآلمني كثيراً في النهاية .. ولكنني كنت اتمنى لشيخ مثله لقب بالشيخ الأكبر خاتمة تليق بعظمته وجمال قلبه ..!

فيي الختام ، كانت هذه أول قراءاتي عن الشيخ الأكبر ، ولن تكون الأخيرة .. فمن يقرأ هذا الكتاب ، سيدون بالطبع ضمن قائمته العديد من الكتب التي ترتبط بذكرى الشيخ الأكبر منه وعنه ، وكان أولها ترجمان الأشوق وقد بدأت به بالفعل 

تقييمي للكتاب 5/5 يستحق لقب أجمل كتاب أقرأه في 2020 حتى هذا التاريخ 20/3/2020

#موت_صغير

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق